للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فسعيد باشا) قد توالت أعطياته وسخاؤه على منح الإرساليات التنصيرية فوق ما تحلم به من عون وتأييد.

فقد تفضل ذات مرة بإهداء إحدى الإرساليات قطعة أرض بالقاهرة في حي الخرنفش، وليته اكتفى بذلك، بل قام بمنحهم ٣٠ ألف فرنك سنة ١٨٥٩ م (١).

ومن العجيب أن الأقباط لم ينشئوا لهم مدارس "نظامية" حتى عهد (إسماعيل) (٢) حين توالت عليهم هباته فأنشأوا مدرستهم الكبرى بجانب كنيستهم العامة وجعلوا التعليم فيها بالمجان، وأباحوا لبعض المسلمين الالتحاق بها (٣).

أما اليهود فقد كان لهم مدرسة خاصة بابنائهم في عصر " محمد علي " أسسها أحد أثريائهم ويدعى (مسيو كريمو) وسميت المدرسة باسمه.


= المؤرخون شديد الكره للأوربيين، حذرًا من دسائسهم. أنجد الدولة العثمانية بخمسة عشر ألف مقاتل في حربهم مع الروس المعروفة بحرب القرم. وقام بنفي السحرة والدجالين والمشعوذين إلى السودان. وأخذ عليه إغلاق كثير من المعاهد والمدارس لعله رأى في ذلك وضع حد للنفوذ الأوربي. مات مقتولاً سنة ١٢٧٠هـ واختلف في سبب قتله، ولا يستبعد أن يكون الاوربيون وراء ذلك نتيجة لموقفه منهم. انظر "الأعلام" (٣/ ٢٦١).
ومما قاله عباس باشا عن جده محمد علي: "لقد كان جدي يعتقد أنه حاكم مطلق، وقد كان كذلك بالنسبة لنا وبالنسبة لخادميه ولأطفالنا، غير أنه كان مستعبدًا للقناصل العمومين".
انظر: "الوهم والحقيقة في الفكر المصري الحديث" (ص ١٨٤). د أحمد علي المجذوب. "الزهراء للإعلام العربي". القاهرة، الطبعة الأولى ١٤١٣هـ - ١٩٩٣م.
(١) "تاريخ التعليم في عصر محمد علي" (ص ٦٧١).
(٢) ولي مصر عام ١٢٧٩هـ وعزل عام ١٢٩٦ هـ وتوفي عام ١٣١٢ هـ وهو أول من أطلق عليه لقب "الخديوية" من رجال أسرته. انظر "الأعلام " (١/ ٣٠٨).
(٣) هؤلاء البعض حتمًا كانوا من أولاد الأثرياء والوجهاء.