للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وانظر إلى سقطة أخرى من سقطات محمد عمارة فقد قال عن عمر بن الخطاب "فقد كان رائد التمييز بين السياسة والدين مع معارضة جمهور الصحابة له، ولقد بنى الدولة الإسلامية على هذا التمييز (١) أي: أن عمر بن الخطاب كان العلماني الأول في الإسلام وانظر إلى طامة أخرى من طوامه إذ قال عن حروب الردة:

"فحروب الردة لم تكن حروبًا دينية، ولا حرب علي مع خصومه كانت دينية؛ لأنها كانت حربًا في سبيل الأمر، أي الخلافة والرئاسة والإمامة وهذه سلطة ذات طبيعة سياسية ومدنية، ومن ثم كانت الحروب التي نشبت لأجلها سياسية ومدنية هي الأخرى" (٢).

- وصفهم قراقوش بأنه رمز لكل مستبد جائر، مع أنه من أبطال الإِسلام العظام وهو نائب صلاح الدين:

وراء ذلك كله الأسعد بن مماتى وله كتاب "الفاشوش في أحكام قراقوش" وسار ذلك مسرى النار في الهشيم وسط العامة والخاصة إلا من له إطلاع وافٍ على كتب التاريخ.

- يقول ابن خلكان: "إن صلاح الدين كان يعتمد في أحوال المملكة عليه، ولولا وقوفه بمعرفته وكفايته ما فوّضها إليه".

وكان القاضي الفاضل وزير صلاح الدين لا يدع رسالة يأتي فيها ذكر الأمير العظيم بهاء الدين قراقوش حتى يملأها مدحًا وثناءً عليه، وعلى جده ونشاطه وصبره وإخلاصه وأمانته، ثم ذلك ما عرفه الصليبيون فقالوا عن شخصية بهاء الدين قراقوش أنها شخصية رجل محارب، له روح غريبة،


(١) "المعتزلة وأصول الحكم" لمحمد عمارة (ص ٣٤٨).
(٢) "المعتزلة وأصول الحكم" (ص ٣٤٨).