للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حافظ في مجال الأغنية، ومجال السينما، ومجال الموسيقى، ومجال الأسرة ومجال الصحة، ومجال الزواج السري ... إلخ.

ووضعت عبد الحليم في صورة البطل القومي الذي لا تتم الوطنية والقومية والثورية إلا بمعرفة تاريخه منذ التقت به إحدى المذيعات في الطريق وقدمته للجمهور حتى رحيله في إحدى المدن الأوربية ذات يوم من شهر مارس .. مات وأنبوبة العلاج قد وصلت إلى حنجرته .. أي والله حنجرته حيث الأحبال الصوتية مكان الغناء ولا يظلم ربك أحدًا .. والجزاء من جنس العمل، تُعلق صوره على صدور الشباب من الجنسين وفي الشوارع وعلى الأرصفة ويُصوّر في صورة البطل الذي تفتقده الأمة ليخلصها من متاعبها وهؤائمها، وفي الوقت نفسه تحل ذكرى شيخ الأزهر جاد الحق والشيخ الغزالي فما سُمِع صوت ولا حديث ولا تعليق من أجهزة الدعاية الحكومية.

- إن عبد الحليم حافظ وزمانه في خانة غير مرغوبة بالمعايير الصحيحة للشعوب الحية التي تحترم دينها وتبحث عن الحرية والأمل الحقيقي (١).

إيه يا زمن عبد الحليم حافظ .. زمن تنطق فيه الرويبضة .. السفيه يتكلم في أمر العامة يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق.

وطاولت الأرضُ السماءَ سفاهةً ... وقال الدجى للصبح أنت مُؤَسَّسِي

فقالوا لظَلْمات الليالي "تنفّسي" ... وقالوا لشمس الصبح "مالك عسعسي"

وشاهدت غوريللا تُباهي بحسنها ... قطيع ظباء مائسات وكُنَّس (٢)

وشاهدت من يشري العزيز بدرهم ... ومن باع ماء الوجه فيها وبأبخس


(١) انظر: دفاعًا عن الإسلام والحرية .. قراءة في الأحداث والرموز لحلمي القاعود (ص ١٤٨ - ١٥٠) - دار الاعتصام.
(٢) مائسات وكنس، أي: متمايلات وسائرات في كناسها أي: منامها بين الشجر.