للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفكرتان بالنقد والتفنيد، أما أولاهما فهي تدعو إلى ولاء واضح مع فرنسا التي كانت تقود سياسة الدعوة المتوسطية، أما دعوة العقاد فقد كانت تدعو إلى الإقليمية وتجمد المثل العليا وتمزق وحدة العرب (١).

وسقط العقاد سقطته مثلما سقط سقطته الكبرى يوم أن دافع عن البهائية ومجّد البهاء الذي ادعّى الألوهية وهنا يعلم الناس مدى أهمية تقييم الناس والقادة والعمالقة، والقمم الشوامخ في ضوء الإسلام وميزانه .. الإسلام وحده.

[* كمال الملاخ وزكي شنودة والمسيحية السياسية والفرعونية:]

فكرة القومية المصرية بديلاً للعروبة، امتدت لتؤسس نمطًا من التفكير والتوجه لدى عدد من مفكري النصارى وكتابهم في مصر، وبخاصة أولئك الذين أسسوا ما يُسمّى بالمسيحية السياسية من خلال كتاباتهم وأبحاثهم من أمثال كمال الملاّخ وزكي شنودة مؤلف "تاريخ الأقباط" وكأنهم يقولون "أبعدوا شبح العرب عن مصر .. العرب استعمروا مصر وشوّهوا وجهها الحضاري" (٢).

- ويتكلم الأستاذ أنور الجندي عن الخطوط العامة التي تحتاج إلى دراسة وبحث في مجال الأدب واللغة والتراث فيتحدث عن محاولة طرح طابع فرعوني على الفكر العربي الإسلامي، وهذه محاولة تستشري في كتابات كمال الملاخ ولويس عوض وزكي شنودة، وطائفة كبيرة من "المصريولوجيين" الذين يحاولون أن يردوا القيم والأخلاق والتقاليد والعادات التي يحفل بها المجتمع العربي الإسلامي إلى الفرعونية، وكلما جرى الحديث حول فن من


(١) المصدر السابق (ص ٢٢١).
(٢) "لويس عوض" لحلمي القاعود (ص ٢٦٦).