للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عز وجل في الآخرة عما فعل بأمته.

- ومن يوم هزيمته في ٥/ ٦/١٩٦٧ حتى هلاكه في ٢٨/ ٩/١٩٧٠

عاش عبد الناصر ثلاث سنوات وثلاثة أشهر و٢٣ يومًا ظهر دجل حاوي الناصرية وفيلسوفها محمد حسنين هيكل.

[* "بصراحة" لمحمد حسنين هيكل بعد النكسة .. بجريدة الأهرام:]

كان محمد حسنين هيكل يخرج لنا كل جمعة بأفيون صراحته، يغالط في ضوء الشمس كل الحقائق الصارخة، ويقول: إننا لا نستطيع أن نحارب مثل فيتنام؛ لأن فيتنام دولة فقيرة وشعبها بدائي وليس لديه ما يخسره، أما شعب مصر فشعب عريق، لديه السد العالي، والأهرامات ولا يجب أن يعرضهم للدمار والنسف بدخولها حربًا مثل حرب فيتنام (انظر مقالات هيكل بالأهرام ما بين ٦/ ١٩٦٧ إلى ١٢/ ٦٧) واستمر هيكل يركز على الحل السلمي وفقًا لقرار ٢٤٢ المعترف بإسرائيل، وأن الحرب الوحيدة الممكنة هي حروب استنزاف لفرض الحل السلمي، وكان يقدم منطقًا تعجيزيًا يوهن من عزيمة الشعب المصري بقوله: إنه لا يمكن الحرب ضد إسرائيل؛ لأن الحرب معها تعني الحرب مع أمريكا، ونحن لا يمكن أن نناطح أمريكا، واختراع خرافة اسمها "تحييد أمريكا! ".

كانت مقالات هيكل السامة دائبة السعي لإنهاك معنويات الشعب المصري وسحقها، وكان يبدو في مقالاته ديناصورًا ساديًا كريهًا، لكنه كان يُرضي بمقالاته وروحه هذه الكثير من شرائح المثقفين المهزومين والثوريين مع وقف التنفيذ، وكانت هذه الشرائح بطبيعة ذاتية أنانية - تبحث وسط الخراب عن المكسب الذاتي والمصالح الشخصية، وكانت ترى في راية الكفاح الشعبي ومواصلة الاستعداد للدفاع من أجل استعادة كل الأراضي المحتلة بالقوة،