للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والشوارع، ويدعو إلى الصلاة في مواقيتها، ولكن صاحبنا السبعيني يحرص على أن يصوِّرَ "المطوّع" في صورة عكسية تزري به وبانتمائه الديني، من خلال ازدواجية يتناقض فيها الإيمان مع السلوك:

"كان المطوّع

ينشب في السرّة عينيه كخطافين

ويلمس بعصاه مؤخرة المرأة

محشوًّا بطيور هائجة

ويقول: صلاة" (١).

فالمطوع الذي يدعو إلى الصلاة مشغول بهمومه الجنسية كما رأينا في هذا النص الهالوكي.

- يقول الدكتور حلمي القاعود:

"ومرة أخرى أسأل (حامد أبو أحمد) -وهو الأزهري الدارس للفقه والتوحيد والعقيدة والتفسير- ما رأيه فيما يقوله الهالوكي عن كوع الله الذي أحدث ثقبًا، وعن الله الذي سيعمل جليسًا للأطفال؟ وهل يصرّ على أن ما يقوله الهالوكي مجرد تلفيق وتهافت، أم أنه شيء آخر أكبر من ذلك؟.

حبذا لو كنا صرحاء مع العابثين بديننا وأخلاقنا. وأقول "ديننا"؛ لأنهم لا يجرءون أبدًا على المسّ بأية شريعة أخرى، ولا رمز من رموزها حتى لو كان هذا الرمز مجرد (شماس) في كنيسة، أو خادم في كنيسة!

ولا شك أن "اللغة الجنسية" تأخذ مجالاً أوسع ومدى أبعد، فقد صارت جزءًا من معجمهم وخيالاتهم وهذيانهم، ولعلنا لاحظنا في النص السابق الذي مزج فيه صاحبه التجديف في حق الذات الإلهية بالشبق الجنسي وفعل المضاجعة، وهو ما يدلنا على مدى السيطرة الشبقية على أذهان


(١) محمد فريد أبو سعدة - مجلة الثقافة الجديدة - عدد ٤٩، أكتوبر ١٩٩٢ (ص ٦٢) وما بعدها وانظر "الورد والهالوك" (ص ٢٢٢) وما بعدها.