للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتربية الأجيال تربية لا دينية.

- قال د. حسين مؤنس في كتابه "مصر ورسالتها":

"عندما فتح العرب مصر عام ٦٤٠ كانت ولاية بيزنطية تُحكم من القسطنطينية وعندما غزا الفرنسيون مصر عام ١٧٩٨ وجدوها ولاية عثمانية تحكم من نفس القسطنطينية التي حملت اسمًا جديدًا هو استامبول أو الأستانة، ولم يكن حالها عام ١٧٩٨ بأحسن من حالها عام ٦٤٠، كان الناس في بؤس وذل وكان البلد في خراب".

"فكأن اثني عشر قرنًا من تاريخ هذا البلد ضاعت سدى، كأن هذه السنوات الكثيرة قد انقضت ونحن نيام بعيدين (كذا) عن الوجود".

"شيء لم يحدث في تاريخ بلد مثل مصر أبدًا، تصور اثني عشر قرنًا ونصف تذهب سدى! قد يُقال قد قامت خلالها دول وأمجاد .. ولكنها تلاشت كأن لم تغن بالأمس وعاد المصري .. وهو مدار هذا التاريخ ومقياسه .. بالضبط كما كان في أواخر عصر الرومان".

"ما الذي حدث؟ "

"الذي حدث أننا تخلّينا عن رسالتنا (! ) واتجهنا بكليتنا نحو الشرق، فاختل ميزان تاريخنا وكان ذلك الانكسار العظيم" (١).

- ويعد حسين مؤنس الحجاب الإسلامي هو العائق الأكبر في سبيل انتماء مصر للغرب ذلك أنه ربطها بالمجتمعات الشرقية المتخلفة في حين أن المرأة المصرية القديمة كالمرأة الأوروبية الحديثة سواء بسواء، وحضارتها واحدة، يقول:

"وقد انهارت المجتمعات الشرقية كلها بسبب ظلمها للمرأة وحرمانها


(١) "مصر ورسالتها" للدكتور حسين مؤنس (ص ٨١ - ٨٢).