للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(دون إشارة إلى القدس واللاجئين) والتنديد بالاحتلال الأمريكي للعراق (دون الدعوة إلى المقاومة وانسحاب المحتلين)، فإنها دعت إلى ما أسمته الخطاب الديني المتطور المنفتح على العصر الذي يتجاوز الخطابات الدينية الركودية والمتزمتة (مثل ماذا؟ - لم تقل لنا التوصيات ما هي؟ ) ودعوة الحكومات إلى اتخاذ موقف محايد في صراع الأفكار والاجتهادات، دون توظيف ديني للسياسة أو توظيف سياسي للدين (يعني بالعربي الفصيح دعوا كل من يحارب الإسلام يعمل براحته دون أن يزعجه أحد أو يرد عليه أحد، فضلاً عن إقصاء الإسلام من الحياة الإسلامية، وفقًا لما دعا إليه أحدهم من ضرورة حذف المادة الثانية من الدستور التي تتحدث عن الشريعة الإسلامية بوصفها المصدر الأساسي للتشريع، وضرورة الفصل بين الدين والدولة! ).

ورفضت التوصيات ما يسمى بدعوات الانعزال عن العالم أو مناصبته العداء. ولست أدري من الذي أوحى للمؤتمرين بهذه التوصية؟ يبدو أنهم لم يسمعوا عن الجيوش الجرارة المسلحة وغير المسلحة التي تأتي إلينا في عقر دارنا تستوطن بلادنا وتحتلها وتنهب ثرواتها، وتغزونا بمنصريها وسماسرتها ومخابراتها وعملائها - فهل نحن حقًّا معزولون عن العالم؟ لو أردنا الانعزال أيها المستنيرون لما استطعنا .. ثم من قال إننا ندعو إلى مناصبة العالم العداء؟! لقد انبطحنا -كما لم ينبطح أحد من قبل- واستسلمنا استسلامًا غير مسبوق للعالم كله، بكباره وصغاره، وسلّمنا عواصم الخلافة والقداسة والحضارة ليسوح فيها المحتلون الصليبيون المتوحشون الغزاة كيفما شاءوا، وأرادوا، فهل نحن الذين نناصب العالم العداء؟! .. عيب عليكم يا أهل التقدم والاستنارة والشطارة أن ترددوا مثل هذا الكلام!

ثم تتناول التوصيات ما تسميه بالوصايا المتعالية التي تحتكر المقدسات القومية والدينية وتنصب نفسها قيمًا منفردًا عليها، وتعلن رفض هذه الوصايا