للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: إنكاره مجيء جبريل في صورة دحية الكلبي - رضي الله عنه -. يقول: "هل حقًّا أن بعض الصحابة قد رأى الملك جبريل وهو في صورة دحية الكلجي أثناء لقائه بالرسول - صلى الله عليه وسلم - إن في رواية البخاري عن أبي عثمان ما يدل على أن أم سلمة زوج النبي قد رأته وأنها قد حسبته دحية الكلبي حتى أنبأها النبي أنه جبريل وفي مسند أحمد بن حنبل ما يدل على أن عبد الله بن عباس قد رآه والرسول يناجيه .. لكننا لو عرضنا ذلك على معنى الوحي الذي هو إعلام في خفاء عمن عدا النبي وعلى معنى الناموس الذي سمى به جبريل لاستتاره عن غير النبي ملنا عن التسليم بأن أحدًا غير الرسول قد رأى الوحي والناموس ويدفع عنا الحرج في هذا الميل أن هذين الحديثين ككل أحاديث الوحي هي أحاديث آحاد". (مقال: الوحي الإلهي - الهلال ديسمبر ١٩٨٥).

الثالث: رده حديث افتراق الأمم المشهور عقلاً ولأنه حديث آحاد كما مر معنا في كتاب "تيارات الفكر الإسلامي".

الرابع: إنكاره الهدي. قال: "لقد كانت المهدية إبداعًا يستلهم الأسطورية التراثية التي جعلت من المهدي ذلك البطل الأسطوري الذي تُعده السماء لينتشل المجتمع من أزمته ويخلصه من مأزقه فيملأ الأرض عدلاً بعد أن امتلأت بالجور والفساد! " "الطريق" (١٨٣). وقد صرح بذلك في كتابه "عمر بن عبد العزيز" (ص ١٥٠).

الخامس: إنكاره لحديث سحر اليهود للنبي - صلى الله عليه وسلم - الذي ورد في "الصحيح" بدعوى أنه ظني متابعًا في ذلك الغزالي (١) أثناء ندوة عقدتها


(١) قال عمارة عن مدرسة الأفغاني: "هي بحق مدرسة الجامعة الإسلامية كان روادها الشيخ الغزالي ومن قبله الإمام محمد عبده والكواكبي والمراغي .. ".
قلت: وهذا يؤكد ما ألمح إليه الشيخ الفاضل سلمان العودة في كتابه "حوار هادئ" من أن =