للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالوطن الشرقي وأهله ما حلّ؛ لأنهم يحركونها ويعجزون عنها فتكون العاقبة التسليم للأجانب، فلو أنهم سلكوا طريقًا غير هذا لكان أسهل وآمن عاقبة ولسوف تكشف الأيام الكثير عن خبايا الثورة العرابية" (١).

[* جمال الدين الأسد آبادي المشهور بالأفغاني:]

لقد قدّمنا صفحات كثيرة من الفكر المشبوه لهذا الرجل ورئاسته للمحفل الماسوني "كوكب الشرق" وعضوية محمد عبده فيه كما يؤكد ذلك الشيخ محمد رشيد رضا (٢)، واعتناقه لفكر وحدة الوجود.

وقد تعرضنا وسنتعرض لفكره بإسهاب في المدرسة العقلية وكتابات الدكتور محمد محمد حسين ونزيد هنا بمحاولته وتلاميذه - وهي المحاولة الأولى في التاريخ الإسلامي للتقريب بين الإسلام والمذاهب البشرية الوضعية، فهو يقول عن الاشتراكية:

"وهكذا دعوى الاشتراكية .. وإن قل نصراؤها اليوم فلا بد أن تسود في العالم يوم يعم فيه العلم الصحيح ويعرف الإنسان أنه وأخاه من طين واحد أو نسمة واحدة وأن التفاضل إنما يكون بالأنفع من المسعى للمجموع".

ويقول: "أما الاشتراكية في الإسلام فهي ملتحمة مع الدين الإسلامي ملتصقة في خلق أهله، منذ كانوا أهل بداوة وجاهلية، وأول من عمل بالاشتراكية بعد التدين بالإسلام هم أكابر الخلفاء من الصحابة، وأعظم المحرضين على العمل بالاشتراكية كذلك من أكابر الصحابة أيضًا" (٣). أما


(١) "الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا" لعلي محمد محمد الصلابي (ص ٢٣٣)،
و"المهدي السنوسي" (ص ٥٩). مكتبة الصحابة - الإمارات.
(٢) "تاريخ الأستاذ الإمام" (١/ ٤٠، ٤٦، ٤٨، ٨١٩، ٨٧٣).
(٣) "الاتجاهات الفكرية والسياسية والاجتماعية" لعلي الحوافظة (ص ١٠٢)، و "العلمانية" (ص ٥٢٦).