للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يخطرن في الطرق ويمرحن، فرقت لحالي، ورثت لأمري، وأنبأتني أني لن أجد في موسكو طولاً ولا عرضاً، مقاماً من غير الجواز، ولما علمت مني أني يهودية أيضاً، حدبت عليّ وعطفت وقالت أني في سوء حال. وأني لن استطيع أن أحصل على (جواز السفر) لأن الشرطة لا تحب اليهوديات، وليس لي من وسيلة إلا أن استخلص (تذكرة صفراء) وهي كما تعلم رخصة البغايا والمومسات.

وقالت لي أنها تستطيع أن تصحبني إلى إدارة الشرطة إذ لا يزال هناك وقت. فلما كنا في الطريق قالت ليس في موسكو شيء أسهل من استخلاص تذكرة صفراء. ولا يتطلب ذلك إلا أن أدخل غير متخاذلة إلى إدارة الشرطة وأدفع خمسة عشر روبلاً وأسألهم تذكرة صفراء ثم أتولى عنهم، وبهذه الرخصة أجد آلافاً من الدور والفنادق تفتح لي أبوابها. وترضى بمقامي بين أهلها. وبدونها أُترك في الطرق إلى برد الشتاء وجليده.

وتوقفت الفتاة إلى الحديث ونظرت إليه ثم تابعته كأنها تحدث نفسها. يرحب بالبغيّ. ولا يؤهل باليهودية في موسكو. في موسكو المسيحية!

فضحك الرجل من قولها وطوق خصرها بذراعيه. ثم قال وهو ضاحك السن. يالك من فاتنة. ثم ماذا حدث لك بعد ذلك؟

فاسترسلت تقول: ذهبت إلى إدارة البوليس وسألت شرطياً هناك عن مكان الحصول على التذكرة الصفراء، فحاول أن ينال قبلة مني. ثم أدخلني حجرة المفتش وجاء المفتش فجعل يسألني عدة أسئلة. فلما قلت أني لم أصل موسكو إلا في المساء حاول أن يقبلني. فأبيت عليه ذلك. ولكنه قال أنه لن يعطيني التذكرة الصفراء إلا إذا سمحت له بقبلة. فسمحت له ولكنه طلب مني أن. . . .

فتوليت هاربة من المكان. من غير التذكرة الصفراء. فوجدت أن صاحبتي قد ذهبت. ولم ألبث أن التقيت ببغيّ أخرى. فحدثتها بما حدث وقال أنها لا ترى وسيلة أحسن من أن أذهب مع رجل إلى خلوة لنا واسأله أن يصحبني ضحى إلى إدارة الشرطة. فأُعطى التذكرة الصفراء في الحال. ثم أردفت ذلك بقولها: وإذا كنت تستطيعين أن تدفعي مالاً. فكل شيء في موسكو على حبل الذراع. وكل لبانة في موسكو سهلة ذلول.

ثم استطردت تقول في سكون. كأنما التذكرة الصفراء جائزة تنال على الخلوة.