للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اعتبرت أنها استنتاج نظري، وعارضهم سواد العلماء فقالوا إنه من المستحيل تحويل المادة إلى طاقة وإن من طبيعة الثانية أن تحرك الأولى وتعمل فيها.

ثم بدأ الدكتور في فصل آخر يتكلم عن نتائج فناء المادة فأعاد قوله ممهداً أن المادة ليست أبدية وأنها تحوي مجتمعاً هائلاً من القوة، وإنها تختفي متحولة إلى قوة أخرى قبل أن تعود إلى ما نسميه العدم، ثم قال إنه يجوز لنا أنا نقول أنه إذا ظللنا عاجزين عن خلق المادة فإنا عارفون على الأقل كيف نعدمها من غير أن يكون لها عودة: وإن الشعار القديم لا شيء يخلق نفسه، ولا شيء يفنى يجب أن يغير بشعار جديد، هو لا شيء يخلق نفسه، وكل شيء يفني.

وقال إن الأهمية النظرية الناشئة من هذه الآراء خطيرة ذات بال فإن آراءه التي يدافع عنها اليوم ويسندها بالحجيج، لم تكن في العصر الذي اهتدى فيه إليها متينة الحجة والدفاع، وقد أمسك كثيرون عن إعلان مبلغ الأساس العلمي الضروري الذي يكفله مذهب بقاء المادة ومن ثم ترى هربرت سبنسر في فصل له عنوانه استحالة انعدام المادة يقول إذا استطعنا أن نتصور أن المادة يمكن أن تصير غير موجودة، كان لزاماً علينا أن نعترف بأن العلم والفلسفة أمران محالان ولا يخفي أن في هذه الجملة شيئاً من المبالغة والمغالاة فإن الفلسفة لم تتكلف يوماً أن تلقي بنفسها في عالم الاختراعات الحديثة، بل إن الفلسفة تتبع هذه الاختراعات، ولكن لا تسبقها.

وليس الفلاسفة وحدهم الذين يصرحون باستحالة نفقد فكرة أبدية المادة، بل كتب منذ سنين العالم الكيماوي باكويه وكان أستاذاً في جامعة الطب بباريس ما يأتي.

لم نر يوماً أن القابل للوزن يريد المادة يتحول إلى غيرها القابل للوزن أي الأثير بل إن عالم الكيمياء بأسره قائم على قانون عدم وجود مثل هذا التحول، أما إذا كان له وجود، فقل إذن السلام على النسب الجبرية الكيماوية!.

ويقول الدكتور رداً عليه أنه مصيب في تخوفه لأنه إذا كان انتقال المادة إلى الأثير شديد السرعة، وجب علينا أن نتخلى لا عن النسب الجبرية للكيمياء وحدها، بل عن النسب الجبرية للميكانيكا معها، ولكن هذه النسب لا تتأثر، لأن فناء المادة يسير ببطء شديد غير محسوس، وإن فقد ما يقل عن واحد من مائة من المليجرام، لا يمكن أن يظهر في كفة