للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الدموية ثانية كما كان. والثاني آلة تدل الإنسان عما إذا كان حقيقة جائعاً أم لا، وقد جرب الأول في كثير من الفيران البيض للتحقق من صحته. وذلك بأن أدخل في جسمها صبغة مخصوصة وتركت بضع دقائق حتى دارت مع الدورة الدموية، فلم يظهر على هذه الحيوانات أدنى ألم، بل تغير من تأثير الصبغة الخضراء ذيل أحدها وصار مخضراً، وبدا على إنسان عينه لون الزمرد وأحمر لون فأر آخر من أثر الصبغة الحمراء.

أما الاختراع الثاني فقد جربه صاحبه في نفسه ذلك وذلك أن ابتلع بالوناً صغيراً مستطيل الشكل مصنوعاً من المطاط، وصله بأنابيب مطاطية طويلة، ثم جعل ينفخ في البالون ويكبره وهو في معدته بواسطة هذه الأنابيب وألصق بها ورقاً حساساً ثم قال إن الجوع يجعل عضلات المعدة تقبض على البالون وتضغط عليه فتطرد الهواء إلى الأنابيب، فيظهر في الورق الحساس مبلغ جوعها. فمتى يذيع هذان المخترعان العجيبان؟.

روح الاشتراكية

لم تعد الاشتراكية اليوم حلماً ولا خرقاً كما كان الناس يتوهمون من قبل، بل هي اليوم سارية في كل بلاد المغرب فلا يكاد يطبع كتاب في فرنسا أو ألمانيا أو إنجلترا حول صلاحية الاشتراكية حتى ينفذ ويعاد طبعه، وقد نقحوا في المذهب وتصرفوا، وأصبح غرض الاشتراكية الحديثة هو كما يأتي:

إن غرض الاشتراكية الأكبر هو عدم حرمان العمال من المصادر الطبيعية للحياة ومن التعليم، ومذهب الاشتراكية يرتكز على قاعدة أن سير التطور الاجتماعي كل هذه القرون كان مفضياً بالتدريج إلى فصل طبقات العمال عن امتلاك الأرض ورأس المال، وتأسيس نوع جديد من الرعية وهي رعية العمال الذين لا يملكون من حطام الدنيا ما يعتمدون في الحياة عليه إلا أجوراً زهيدة لا تغنى ولا تجدي، والاشتراكيون اليوم يقولون أن النظام الحاضر (أعني النظام القائم على أن رأس المال والأرض في حوزة أفراد مخصوصين يدأبون في جمع الثرة وادخارها) لابد أن يؤدي إلى فوضى اجتماعية اقتصادية، وإلى شفاء العامل وأسرته، وإلى ذيوع الشرور والبطالة بين طبقات الأغنياء وتابعيهم وإلى فساد العمل وتقهقره، وإلى ذيوع الشرور والبطالة بين طبقات الأغنياء وتابعيهم وإلى فساد العمل وتقهقره، وإلى الدمار والاضطراب والقحط. بل إن النظام الحاضر يفضي إلى تقسيم