للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو حياته أو زوجته أو آلهته، أي أن أفكاره فقط أمست تأملات سوداء سيئة، وكذلك يرتقي ويتطور، حتى يكون منه مفكرو كاهن، فيضيف كل يوم إلى خرافاته، أو يخترع ملاحظات جديدة وشواهد، أو يهزأ بأعدائه وخصومه، فكل ابتكاراته، وكل ثمار قريحته، صورة منعكسة من ذهنه، نعني أنها تدل على ازدياد الخوف، وكثرة النصب والتعب، واحتقاره للعمل، واستهانته بالتلذذ والتمتع، ولذلك تجد مادة هذه الأفكار مستمدة من حالاته الشعرية التفكيرية الرهبانية، أي أن الحكم المظلم فيها متفش ذائغ.

أما في العصور المتأخرة، فإن أولئك الذين يفعلون كما كان يفعل ذلك الرجل في تلك الظروف المخصوصة، يلقون إلينا آراء وهمية شريرة، ويعيشون عيشة سوداوية حزينة، ولا يؤدون عملاً كبيراًَ، فقد سموا شعراء ومفكرين، وقسيسين، وعزامين وقد كان الناس بأسرهم يريدون أن لا يعبؤوا بهم ولا يحفلوا، واق يطردوهم من المجتمع ويلفظوهم خارجه، لأنهم لم يجدوا لهم عملاً كافياً، ولكنهم رأوا في هذا نوعاً من المجازفة فأمسكوا، وإذ كان هؤلاء اللا عاملون قد اكتشفوا آثار الخرافة وضروب الخزعبلات فاتبعوها، لذلك لم يشك فرد أن لديهم وسائل قوة مجهولة يستطيعون استعمالها.

هذه هي القيمة التي قدرت بها بقايا الجنس القديم من أهل الطبائع المفكرة - محقورين بمقدار ما كانوا من قبل غير مرهوبين، وفي هذه الصورة المحجوبة، وفي هذا المنظر المبهم الغامض، بقلب شرير، ورأس مضطرب في الغالب متعب، كان أول ظهور حياة التفكير في هذه الأرض - ضعفاء وهائلون في وقت واحد، محتقرون في السر، مجللون بكل ضروب التقديس الخرافي جهرة وعلانية.

أعداء النساء - المرأة عدوتنا - إن من يقول ذلك من الرجال إنما يظهر للناس لذة مطلقة لا تكره نفسها فقط بل ووسائلها.

الخداع بالتذلل - بحماقتك أسأت إلى جارك، وهدمت صرح سعادته، فلن ينهض أبداً بعدها - والآن بعد أن تغلبت على غرورك، جئت تذل من نفسك أمامه، وتسلم حماقتك إلى احتقاره، وتتوهم أنك بعد هذا الموقف الخشن الموجع لك المؤلم، قد أصلحت ما أفسدت، وبنيت ما قوضت، وإن فقدك الاختياري للشرف يعوض على جارك الأذى الذي نلت به سعادته، كذلك تشعر إذ تتصرف من حضرته ناعم البال، هادئ النفس، معتقداً أن فضيلتك