للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكذلك أخذ هذا الرجل القوي الروح القوي المبدأ في تحسين مراكبه وتنقيح مناطيده حتى استطاع في سنة ١٩٠٩ أن يطوف في الجو طوفة لا يقل محيطها عن ألف ميل والكونت زبلن ككل العظماء الذين حاربوا الدهر وخاضوا سبيلهم المحفوف بالمكاره إلى عرش المجد فاقتعدوه، أجل، هو ككل هؤلاء في أنه التواضع مجسماً، وهو وإن كان معبود الملايين إلا أن ذلك لم يحدث أدن أثر في أخلاقه ولين عريكته يعيش في مدينة ستوتاجرت، لا يشعر به إنسان، بل ترى برلين المتناهية في عبادته المبعدة في تأليهه قل ما تراه أو تسمع بخبره!.

ولم يرزق الله الشيخ العظيم بغير ابنة وحيدة هي الآن زوجة أحد الضباط، وقد أخذت عن أبيها علم الطيران وتعرف عن المناطيد شيئاً كثيراً، وقد كانت هي العزاء الوحيد للشيخ أيام خموله وزمان محنته.

ولا يزال الكونت زبلن يؤمل أن لا يموت قبل أن يكتشف على متن المنطاد جميع الأقاليم القريبة من القطب!.

سيرجون فرنش

لم يكن هذا الاسم قبل الحرب صغيراً فكبر بنشوبها، وما كان مغموراً فنبه بوقوعها بل لقد كان معروفاً مشهوراً في كل أنحاء العالم قاصيها ودانيها، إذا ذكر في مجلة جاء عرضاً في كتاب، ذكر الناس أنه ذلك الجندي الجليل العظيم، وأنه القائد الفذ النادرة الذي يقف على رأس قواد بريطانيا العظمى بأجمعهم وأنه أبدع قواد الخيالة في الغرب، ولعل المصريين يذكرون هذا الاسم الكبير في تاريخ السودان وحصار الخرطوم.

إن اسمه الكامل ولقبه هو فيلد مارشال سيرجون دنتون بنكستون فرنش. وإن كان لا يعرف بين جنوده إلا باسم جاكي فرنش وقد كانت أمواه البحر أول رغبة من رغائب صباه، وأول مركب في شبيبته، إذ كان أبوه من قباطنة الإنكليز، ولذلك لم يكن في هذا شيء من العجب، لأنه أراد أن يخرج على حذو أبيه، ومضى في البحرية قبل التحاقه بالجيش زهاء خمسة أعوام، تلميذاً يتدرب لرتبة الضابط.

ومن ثم ترى جنود البحرية وجنود الحربية إذا اجتمعوا يوماً في محفل أو ثكنة أو محضر وجاء ذكر هذا الرجل، ينطلقون في الخصام متنازعية بينهم متشاجرين عليه. متقاسمين له، فيقول جنود البحرية لإخوانهم جنود الحربية إن القائد فرنش نشأ أول أمره ملاحاً بيننا فيرد