للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بأنه تبع لبشار - هذا رأي الأصمعي وقد طابقه على ذلك أكثر النقاد.

(عقيدته ومذهبه)

قال السيد المرتضى صاحب كتاب الأمالي أخو الشريف الرضى الشاعر وكما أنه في الجاهلية وقبل الإسلام وفي ابتدائه قوم يقولون بالدهر وينفون الصانع، وآخرون مشركون يعبدون غير خالقهم، ويستنزلون الرزق من غير رازقهم أخبر الله عنهم في كتابه وضرب لهم الأمثال وكرر عليهم البينات والأعلام، فقد نشأ بعد هؤلاء جماعة مم يتستر بإظهار الإسلام ويحقن بإظهار شعائره والدخول في جملة أهله زنادقة ملحدون وكفار مشركون، فمنعهم عز الإسلام عن المظاهرة، وألجأهم خوف القتل إلى المآثرة وبلية هؤلاء على الإسلام وأهله أعظم وأغلظ لأنهم يدغلون في الدين ويموهون على المستضعفين بجأش رابط ورأى جامع، فعل من قد آمن الوحشة، ووثق بالآنسة بما يظهره من لباس الدين الذي هو منه على الحقيقة عار، وبأثوابه غير متوار. كما حكى أن عبد الكريم بن أبي العوجاء قال: لما قبض عليه محمد بن سليمان وهو وإلى الكوفة من قبل المنصور وأحضره للقتل وأيقن بمفارقة الحياة - لئن قتلتموني لقد وضعت في أحاديثكم أربعة آلاف حديث مكذوبة مصنوعة - والمشهورون من هؤلاء الوليد ابن يزيد بن عبد الملك، والحمادون (حماد الراوية، وحماد بن الزربرقان، وحماد عجرد) وعبد الله بن المقفع. وعبد الكريم بن أبي العوجاء. ومطيع بن إياس، ويحيى بن زياد الحارثي. وصالح بن عبد القدوس الأزدي (الشاعر) وعلي بن خليل الشيباني وبشار بن برد وغير هؤلاء ممن لم نذكره. . . الخ. ثم بنين مذهب كل من هؤلاء إلى أن قال: فأما بشار بن برد فروى المازني قال: قال رجل لبشار أتاكل اللحم وهو مباين لديانتك (يذهب إلى أنه ثنوى) فقال بشار إن هذا اللحم يدفع عني شر هذه الظلمة. . . قال المبرد ويروي أن بشاراً كان يتعصب للنار على الأرض ويصوب رأي إبليس في الامتناع عن السجود وروى له:

النار مشرقة والأرض مظلمة ... والنار معبودة مذ كانت النار

وروى بعض أصحابه قال: كنت أكلم بشاراً وأرد عليه سوء مذهبه بميله إلى الإلحاد فكان يقول لا أعرف إلا ما عاينت أو عاينه معاين. فكان الكلام يطول بيننا. فقال: ما أظن الأمر يا أبا مخلد إلا كما يقال إنه خذلان ولذلك أقول: