للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الجيبين وتدليهما بالرعاث وهي القرطة فقيل المرعث، وقال أبو عبيدة إنما سمي المرعث لأنه كان يلبس في صباه رعاثاً.

(ملحه ونوادره)

دخل يزيد بن منصور الحميري على المهدي الخليفة العباسي وبشار بين يديه ينشده قصيدة امتدحه بها فلما فرغ منها أقبل عليه يزيد - وكان فيه غفلة - فقال له يا شيخ ما صناعتك فقال أثقب اللؤلؤ فضحك المهدي ثم قال لبشار ويلك أتتنادر على خالي فقال له وما أصنع به؟ يرى شيخاً أعمى ينشد الخليفة شعراً ويسأله عن صناعته، وكان بشار جالساً في دار المهدي والناس ينتظرون الأذن فقال بعض موالي المهدي إن حضر ما عندكم في قول الله - وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر - فقال بشار النحل التي يعرفها الناس قال هيهات يا أبا معاذ النحل هم بنو هاشم وقوله يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس يعني العلم فقال له بشار أراني الله طعامك وشرابك وشفاءك فيما يخرج من بطون بني هاشم فقد أوسعتنا غثاثة فغضب وشتم بشاراً وبلغ المهدي الخبر فدعاهما فسألهما عن القصة فحدثه بشار به فضحك حتى أمسك على بطنه ثم قال للرجل أجل فجعل الله طعامك وشرابك مما يخرج من بطون بني هاشم فإنك بارد غث.

ومر بشار بقاص في المدينة فسمعه يقول في قصصه من صام رجباً وشعبان ورمضان بني الله له قصراً في الجنة صحنه ألف فرسخ في مثلها وعلوه ألف فرسخ وكل باب من أبواب بيوته ومقاصره عشرة فراسخ في مثلها - فالتفت بشار إلى قائده فقال بئست والله الدار هذه في كانون الثاني (أي شهر طوبه أحد شهور الشتاء).

ومر بشار برجل قد رمحته بغلة (ضربت به الأرض) وهو يقول الحمد لله شكراً فقال له بشار استزده يزدك - وم به قوم يحملون جنازة وهم يسرعون المشي بها فقال ما لهم مسرعين أتراهم سرقوه فهم يخافون أن يلحقوا فيؤخذ منهم - ورفع غلامه إليه في حساب نفقته جلاء مرآة عشرة دراهم فصاح به بشار وقال والله ما في الدنيا أعجب من جلاء مرآة أعمي بشعرة دراهم، والله لو صدئت عين الشمس حتى يبقى العالم في ظلمة ما بلغت أجرة من يجلوها عشرة دراهم - وحضر مرة باب محمد بن سليمان فقال له الحاجب اصبر فقال إن الصبر لا يكون إلا على بلية فقال له الحاجب إني أظن أن وراء قولك هذا شراً ولن