للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مصلحة البريد في ساحة القتال]

ليس للجندي في ميدان القتال من لحظة عزاء وفرح غير الوقت الذي توزع فيه الرسائل من مصلحة البريد في الميدان. وليست إدارة البريد هناك إلا خيمة واحدة وليس عمالها إلا جنوداً بريديين، ولما كانت فرق الجنود في كل حين متنقلة من مكان إلى مكان. ذاهبة من موضع إلى موضع، كان من الصعب إرسال الرسائل إلى أصحابها في الميدان، ولكنهم اختطوا خطة تريحهم من متاعب هذا التنقل المستمر، ذلك أنهم جعلوا يقيمون إدارة بريد رئيسية في إحدى القرى التي تكون في مؤخرة خطوط القتال، بعيدة عن العدو ومنال يده، وهذه الإدارة هي التي ترسل الرسائل والطرود إلى فروعها في الساحة، فلكل فرقة بريدها، يتنقل معها حيث تنقلت: فإذا عسكروا وضربوا خيامهم، كان أول ما يضربون منها خيمة البريد، وهم يقيمون الحراس حولها شاكي السلاح، بينما عمال البريد في داخلها بأسلحتهم وبنادقهم، وليست هذه الخيمة على شيء من الأثاث لا تحتوي غير مقاعد صغيرة ومكاتب ضئيلة وأكياس الرسائل وجعبات صغيرة تقوم مقام صناديق البريد وهم يستعملون السيارات في نقل الرسائل من الإدارة وإليها وبين الفرق والفرق والخطوط والخطوط. وقد يحدث أن تتساقط على السيارة القنابل، وتتناثر حولها القذائف، وقد تقع في أيدي الأعداء، وأما الرسائل التي يبعث الجنود بها إلى أهلهم وذوي قرباهم فتوضع في تلك الصناديق ومنها تؤخذ إلى الإدارة الرئيسية، حيث يرسلونها إلى أماكنها فيما وراء البحار.