للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[تمائم الملوك]

ذكرنا في العدد الأول طرفة عن تميمة الإمبراطور غليوم، وعلى ذكر ذلك نقول كلمة أخرى عن اعتقادات الملوك في التمائم وأثرها من الحظوظ والأقدار حتى يعلم القراء أن الإنسانية لا تزال ضعيفة الأعصاب، خوارة أمام الطبيعة وأن الملوك كعامة الناس وذؤبانهم وصعاليكهم لا يزالون ضعفاء النفوس صغار القلوب، وإن أوتوا من قوة السلطان، ومناعة الجانب ما أوتو.

من المعروف عن أسرة هوهنزلرن المالكة أنها لا تزال تحتفظ بخاتم من الجعران تعتقد أنه سبب عظمتها ونجاحها، وتفصيل القصة أن أفراد الأسرة ومن ينتمي إليها يعتقدون أن فص هذا الخاتم سقط من جعران على فراش والد فردريك الأكبر، ولذلك كانوا يتوارثونه كابراً عن كابر. ويورثه الملك في ساعة احتضاره لوريثه وخليفته، وهو اليوم في أصبع غليوم الثاني، فإذا حضره الموت دفعه لولي عهده موضوعاً في حقه.

وكذلك يعتقد قيصر الروس في خاتم يقولون عنه أنه يحتوي على قطعة صغيرة من الصليب الحقيقي الذي يظنون أن المسيح صلب فوقه، وحادثة هذا الخاتم أنه قدم إلى أحد قياصرة الروس الذاهبين من يد البابا، فلما مات ذلك القيصر دفعه إلى وريثه ثم أصبح يتوارث في الأسرة إلى يومنا. بل أغرب من ذلك أن قيصر روسيا الحالي يحتفظ إلى اليوم بمجموعة غريبة من النقود الشرقية القديمة كان أهداها أحد اليهود إلى القيصر إسكندر الثالث وزعم أنه رأى في المنام أنه سيكون لها الأثر الأكبر في عظمة الأسرة القيصرية!.

ويضع الملك الفونسو ملك الأسبان إيمانه في خاتم يعد من أشهر الخواتيم في التاريخ حتى لقب بخاتم الأسبان. وكان أهدي إلى أبيه الفونسو الثاني عشر من إحدى السيدات المتدينات، فكان الفونسو السابق يعتقد أن للخاتم أثراً كبيراً في مستقبل أسبانيا وحياتها، وأمر أن يعد أبدا تميمة المملكة فحفظها عنه ابنه الفونسو الحالي.

وكان الملك إدورد السابع من أشد الملوك اعتقاداً بالتمائم وأمثالها من الخرافات وكانت تميمته سواراً أهدي إليه من أحد أصدقائه في مرضه الشديد الذي أجل من أجله يوم تتويجه بعد وفاة الملكة فيكتوريا والدته، فلما أبل من مرضه اعتقد بأن للسوار يداَ كبرى في شفائه، فلما توفي أمر أن يوضع السوار في المخلفات الخصوصية التي يتركها للملك جورج، وهو لا يزال في حوزته.