للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيف تتخاطب السفن الحربية في عرض البحار]

لكل سفينة حربية في البحر معدات التلغراف اللاسلكي، وهذه توضع في مكان خصيص منفرد، يسهل على ربانها أن ينفذ إشارته ورسائله إلى السفن الأخرى الماخرة عباب البحر، أو إلى السواحل القريبة منه أو إلى محطات التلغراف اللاسلكي التي تكون على كثب من السواحل والثغور، ولكل أسطول من أساطيل الدول سفينة كبرى، هي التي تخاطب إدارة أمير البحرية رأساً، وتأخذ منها أوامرها وتعليماتها ونواياها، فتبلغها إلى المراكب الراسية عند السفن، وهذه تنشرها في سفن الأسطول كلها، وترى كل سفينة تتبع إرشاد محطة معينة على الساحل أو نقطة مخصوصة تختلف إليها الغواصات والنسافات، وأما عن التخاطب بين السفن عن مواضع العدو والاحتراز من مباغتاته وغيلاته، فإن التلغراف اللاسلكي لا يفيد فتيلاً، بل تراهم ينفذون بعض الغواصات لاستكشاف مواقع سفن العدو وممارحها والحركات التي تجمع أمرها على عملها، فترسل بذلك تقريرها إلى السفينة التي تكون في أثرها، وهذه تبلغ التقرير بواسطة مصباح مورس إلى أمير الأسطول الرابض، وقد تستعين الغواصات أحياناً ببعض النسافات، فإذا فرضنا أن ثلاثين من هذه السفن أنفذت إلى اكتشاف العدو، فإنها تكون في أغلب الأحيان هدفاً للظهور على أعين العدو، ومن ثم يستحيل على الأسطول أن يمر في خفية، دون أن يشعر به أو يحس.