للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فتياته، يتبعهما عادة جنديه الحارس.

وهو لا يحضر المجالس ولا يميل إلى المجتمعات والندوات، وإنما يجنح إلى العزلة فإذا سئم الموسيقى والغناء عمد إلى كتبه وأسفاره. فقضى ساعات في القراءة. أما في الكتب الحربية الفنية. وأما في قراءة روايات هوجو وبلزاك وديماس وزولا وديكنز وأحبهم إليه القصصي الأخير، فإذا نزل بهم ضيف عمد إلى لعبة من ألعاب الأسرة، ولم تكن أبهة المنصب لتغير فيه من شخصيته أو تعدو فيه على طبيعته، بل لا يزال هو جوفر الصغير الوديع، وقد حدثت أخته مدام أرتي عنه فقالت أنه يأبى إلا أن يناديه أصدقاؤه حتى اليوم باسم جوزف جوفر لا غير، وهو لأبني يزور قريته التي ولد فيها، حيث يجد السرور كله في لعب الورق، إذا حان المساء مع أبيه وأصدقائه.

جاء إلى مضارب الجنرال جوفر بنبأ مستعجل ضروري محتم وكان الجنرال قد أوي إلى فراشه فأخبره الضابط أن القائد.

لا حاجة إلى إيقاظه فإنه قد ترك التعليمات اللازمة إذا عرضت أمور في ثلاثة أغلف موضوعة هنا فاكتفى الضابط بأن فض أحداها فوجد فيها ما يتعلق برسالته وفي الحال طير التعليمات.

وتراه ينبع إلى اليوم أسلوب حياته الذي يعيش عليه منذ زواجه وذلك منذ ربع قرن مضى فهو يستيقظ - وذلك قبل نشوب الحرب - مبكراً فيشتمل في ملابسه فيقضي عشرة دقائق من الألعاب الرياضية يعقبها بالاستحمام بالماء البارد فإذا مضت ساعة من الزمان رأيته على ظهر الجواد نشيطاً يسير الهوينا بين صفوف الأشجار الفينانة. عند غابات بولون ورياضها حيناً في رفقة أصحابه من الضباط وأكثر الأحيان في صحبة إحدى فتاتيه يتبعهما عادة جنديه الحارس.

وهو لا يحضر المجالس ولا يحضر المجتمعات والندوات وإنما يجنح إلى العزلة فإذا سئم الموسيقى والغناء عمد إلى كتبه وأسفاره فقضى ساعات في القراءة أما في الكتب الحربية الفنية وأما في قراءة روايات هوجو وبلزاك وديماس وزولا وديكنز وأحبهم إليه القصصى الأخير فإذا نزل بهم ضيف عمد إلى لعبة من ألعاب الأسرة ولم تكن أبهة المنصب لتغير فيه من شخصيته أو تعدو فيه على طبيعته بل لا يزال هو جوفر الصغير الوديع وقد حدثت