للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اسمعوا أيها الأطباء]

نحن نحترمكم أيها الأطباء ونؤمن بضرورة صناعتكم، وكثيراً ما لزمنا الفراش ثم أبللنا على أيديكم، وكانت لنا نساء وصبية وأفراخ نخاف عليهم الموت فآمنتمونا من خوفنا بحقائبكم ومشارطكم وسماعاتكم وأدوات طبكم، وكنا نصر على أن لا تظهر أزواجنا وفتياتنا وقريباتنا على الغرباء، فاضطررنا إلى أن نأذن لكم في دخول مقاصيرنا وخدورنا ومخادعنا لثقتنا بنفعكم، واطمئناننا إلى عونكم، ولكن ماذا تقولون يا سادة إذا كنا قد سمعنا اليوم عنكم كلاماً سيئاً، وقرأنا في حقكم نقداً مؤلماً، ورأينا لكم اليوم عدواً رهيباً، لا من السوقة، ولا من العاديين، ولا من المتفلسفة الكاذبين، عدواً يستحق الإعجاب والإكبار، عدواً يهاجمكم جميعاً على كثرة عديدكم، ويثب إليكم في وجوهكم، وأنتم قوةٌ لا يستهان بها.

أتعرفون من هو هذا العدو الجديد؟ هو اكبر كتاب إنجلترة في هذا العصر، هو فيلسوف من مشورى الفلاسفة، وروائي من خيرة الروائيين، هو برناردشو صاحب رواية الإنسان والإنسان الأعلى، وقيصر وكيلو بطره، ورجل الأقدار وغيرها، وقد اجترأ على أن يضع عنكم رواية مسرحية، تمثل غي دور التمثيل، وتقدم لتفكهة الجماهير، هي رواية ورطة الطبيب ولم يكتف بذلك بل وضع عنكم كتاباً صغيراً شرحاً لروايته، ونقد المسائل كثيرة تخصكم.

فماذا أنتم صانعون يا سادتي الأطباء؟ أتظلون صامتين، مادامت عياداتكم حافلة بالمرضى، وجيوبكم ممتلئة بالفوزيتات والجراثيم والعدوى والإهمال والطبيعة تعمل لصالحكم، أم نراكم غاضبين من هذا الرجل الذي يريد أن يفقدكم ثقة الناس بكم. وتاركين المشرط ساعة واحدة، تتمسكوا بدله القلم فتدافعوا عن أنفسكم وصناعتكم الشريفة وتحطموا حجج شو وسفسطاته، وتخرجوا من المعركة منتصرين مبتهجين. هذا ما هو خليق بكم يا سادة.

والآن. نحن نقتصر على أن نقتطف شذرات من الكتاب، وإذا أحببتم نقلناه برمته. وإذا شئتم عربنا الرواية بجملتها.

اسمعوا الآن ماذا يقول برناردشو

الطب وضمائر الأطباء

أسمع أصواتاً مغضبة تتمتم أمثالاً قديمة في نبل صناعة الطب وشرف أهلها. وضمائرهم،