للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الجراح وهو يصر أنت ولا ريب تعلم أجاب الضابط إني لا أعلم إلا أننا أصحاب القرية هذه الساعة، ولا أعرف أكثر من ذلك، وهذه أوراق العدو ورفع الأوراق بيده وهزها مستطرداً في حديثه لا أكاد أرى من خلالها ما أستطيع أن أعتمد عليه وإذ ذاك قام القائد وأرخى عصابة معطفه فوق رأسه وأشعل لفافته من المصباح وتمشى يريد الإنصراف.

قال الجراح إلى أين أنت ذاهب؟

أجاب لكي أزور مرابط الحراس!

قال الجراح وهل أنت في غنى عن هذه الحجرة برهة من الزمن؟ فأجاب القائد بل ساعات طوالاً. فهل تريد أن تنقل إليها نفر من جرحاك؟ فأجابه الجراح إني كنت أفكر في أمر السيدة الإنكليزية فإن المطابخ ليس بالمكان الخليق بها ولعلها تكون أنعم حالاً في هذه الحجرة وستجالسها الممرضة الإنكليزية.

فابتسم الضابط أرنولد وغمر بعينيه ثم قال. إنهما لغادتان جميلتان والجراح سيرفيل عافاه الله بالغانيات شغوف، إذن فدعهما يقيمان هنا إن كانتا جريئتين إلى حد الثقة بالجلوس إليك وحدهما.

ثم تحفز للذهاب ولكنه التفت وراءه إلى المصباح متخوفاً وهو يقول وحذر السيدتين أن يطمعا في معرفة ما وراء هذه الجدران؟

قال الجراح لم أفهم ماتريد.

فأشار القائد إلى النافذة الموصدة وقال إن النساء يتقن إلى فتح النوافذ، فقل للسيدتين أني لا أريد أن ينم نور المصباح عن مرابضنا فيهتدي إليها الألمان. . . وما حال الجو الآن. ألا تزال السماء تسح بالمطر؟

قال الجراح نعم بل إنها لتعصف بع عصفاً

أجاب القائد. ذلك خير لنا. فلن يستطيع العدو اكتشاف مقرناً.

وانطلق ففتح الباب الموصد المؤدي إلى فناء الكوخ وخرج، وإذ ذاك رفع الجراح طرف الستر ونادى قائلاً يا مس مريك. ألديك وقت للراحة الآن؟ فأجابه صوت ناعم يختفي في نبراته حزن عميق. نعم لكما وحدكما.

وأزاح الستر، فظهرت المرأتان وكانت الممرضة أولهما، تمشي في رفق ممشوقة القد