للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من سر غريب. وما أعجب إلا من تضحية نفسك واندفاعك إلى هذا الموطن المفزع المخيف، إنك لتثيرين فيَّ اهتمامي، فمدي إليَّ يدك.

فانزوت عنها مرسى منقبضة ورفضت أن تعطيها يدها فقالت جريس مندهشة أولسنا صديقتين.

فأجابتها كلا. فلن نستطع أن نكون يوماً صديقتين قالت ولم. فظلت الممرضة صامتة. فتذكرت جريس ترددها في ذكر اسمها ففكرت قائلة ألست مصيبة في حدسي إذا قلت أنك لا بد من أن تكوني سيدة نبيلة جئت متخفية؟

فضحكت مرسى في سريرتها. ولكن كان ضحكها مراً صامتاً مبكياً ثم عادت تقول هازئة وأنا سيدة نبيلة، لك الله. دعينا نأخذ في حديث آخر.

فازداد فضول جريس وثارت دهشتها فقلت وهي تصر لنكن صديقتين يا عزيزتي. ثم وضعت يدها البضة الناعمة على كتف مرسى من لطف ورقة فنزعتها الأخرى عنها من خشونة وغلظة. وأغضب ذلك رفيقتها فنفرت عنها مغضبةً وهي تقول يا لك من قاسية! فأجابت الممرضة في لهجة أغلظ من الأولى. إني لرفيقة ولست بقاسية فردت عليها الأخرى أليس من القسوة أن تنفري عني وتبعديني هكذا عنك. لقد خرجت لك عن قصتي فاخرجي عن قصتك.

فازدادت خشونة الممرضة فرفعت صوتها وقالت بقسوة لا تصري على إغرائي على الكلام وإلا كنت نادمة!

فلم يفلح هذا التحذير بل استرسلت جريس في إلحاحها تقول لقد وثقت بك أول أمري، أفضيت إليك بسري فهل تغفلين بعد ذلك أبواب قلبك في وجهي!.

قالت مرسى مريك أما وقد أصررت على إغرائي فستعملين إذن كل شيء. ستعلمين كل شيء فاجلسي.

وإذ ذاك بدأ قلب جريس يشتد في خفقاته توقعاً لما سيهجم على مسمعها وأخذت مقعدها على مقربة من الصندوق الذي اقتعدته الممرضة - ولكن مرسى مدت يدها فأرجعت المقعد بعيداً عنها قائلة بغلظة لا تقتربي كثيراً مني!.

قالت ولماذا! أجابت. انتظري حتى تسمعي ما سأقول فأطاعت جريس دون أن تنبس ببنت