للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٠ مايو ١٧٤٠ ودرة تاريخ شعره هي قصيدة اغتصاب ضفيرة التي نشرها عام ١٧١٢ وهو في الرابعة والعشرين من عمره. ولها أصل حقيقي وهو أن أحد السراة اللورد بطرس أساء أشد الإساءة إلى سيدة من الأشراف الآنسة فرمور بأن تربص للغانية المذكورة في إحدى ليالي اللهو فقص ضفيرة من شعرها غيلةً واغتصاباً.

فشبت العداوة بين الأسرتين وحينئذٍ مشى بالصلح بينهما وسيط متلطف وهو صديق للساعر اسمه كاريل فتقدم إليه بأن يعمل قصيدة يحول بها الحادث عن طوره الجدي إلى طور هزلي حتى يمحو بذلك اسم ذلك الحادث وينتزع شوكته.

فقام بوب بالأمر خير قيام وأظهر ملحة الملح - قصيدة اغتصاب الضفيرة التي فضلاً عن إتيانها بالغرض المقصود أعني الإصلاح بين الأسرتين كانت غرة شعر بوب وأبدع منظوماته وها هي:

الفصل الأول

كم حادث جلل جره الوجد والهيام، وصغير من الأمر أحدث الخطب الجسام، وكم السبب التافه حازب الشر. ومعظم النار من مستصغر الشرر. أيها الملأ عوا نشيدي. وامعوا سجعي وتغريدي. هاكم شعري أرفعه إلى كاريل. ولي الحسناء بيلندا عله يفوز بقبول. لا أكذب الله - موضوعي تافه. ولكن ما أجل حظه من هتاف الجماهير. إذا فزت من العذراء بالوحي ونلت الثناء من الرجل الطرير.

شيطانة الشعر! خبريني ماذا يعزي السيد المهذب بإيذاء الحسناء. وماذا يحمل الحسناء على مقابلة السيد المهذب بالجفاء وكيف يجرأ ظرفا. الرجال على هذا الإثم الأكبر. بل كيف تحمل أفئدة الحسان مراجل الغيظ ذات السعير.

لما حدر الصباح نقابه أرسلت الشمس شعاعاً رعشاً خلل بيض السجوف. ففتحت تينك العينين اللتين لا بد أن ترمي سراج الزرقاء بالكسوف. في هذه الساعة ينفض الكلب الأليف غبار الرقاد. وينفض من مضجعه حليف الغرام بعد طول السهاد. على مثل جمر الغضا أو شوك القتاد، ودقت الجرس ثلاثاً فلما لم تجبها الخادمة دقت بالحذاء على أرض المكان، ثم جست لولب الساعة فنطق بالوقت لسانها الرنان، كل ذلك والعذراء لم تزل ملصقة بالوسادة وردة خدها المصقول، وقد أغرى ملكها الحافظ بعينها سنة ذات حلم