للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[آراء في المرأة ومكانها من المجتمع]

(١) رأي فردريك نيتشه

تريد المرأة أن تتحرر وتنطلق من سلطة الرجل، ولهذا تحاول أن تفهمنا نفسها على حقيقتها، وهذا لعمري أكبر وسيلة لتشويه أوروبا ومسخها، إذ ماذا أنت مستنتج من هذه المحاولات المنكرة السقيمة الشوهاء التي تريد المرأة بها أن تظهر لنا تفلسفها وتكشف لنا عن نفسها. إن المرأة يجب أن تخجل وتستشعر الخزي والفضيحة، لأن أكبر صفاتها الادعاء، والتظرف، والسطحية، والرياء، والخلاعة، والطيش الخفي، وهذه الصفات لم تستطع أن تكتمها أو تقهرها وتغالبها الأمن - خوفها من الرجل ولكن صيحاتها ولا ريب تبعث الآن على الخشية والخوف، إنها تريد أن تكون عالمة، ولكن العلم كان ولا يزال من شؤون الرجال وموهبة من مواهبه، ونحن يجب أن نشك في هذه الرغبة التي تنزع إليها المرأة، وهي أنها تريد التنوير والتهذيب والعلم، لأن المرأة إذا كانت تريد حلية جديدة لها، والحلي هي أبداً مطلب النساء - فلماذا إذن تريد أن تجعل نفسها مخوفة مرهوبة. ألعلها تريد أن تظفر بالسيادة. ولكنها لا تريد الحقيقة، بل إن الحقيقة هي أعدى أعداء المرأة وأشد الأمور إرعاباً لها - إذ كان أكبر فنونها الكذب. وأشد مزاياها التظاهر والجمال. ونحن الرجال يجب أن نعترف ونقر بأننا نحب هذا الفن منها، نعم ونعجب بهذه الغريزة فيها، نحن الذين علينا الكد والعمل والواجب الأشق نتطلب الرياضة والنزهة في رفقة مخلوقات، إزاء نظراتها وحماقاتها وخلاعاتها تبدوا رزانتنا ووقارنا وجدنا كأنها إحدى الحماقات، وأنا أسألكم أخيراً، هل رأيتم يوماً امرأة شهدت لامرأة أخرى بقوة الذهن ونيل الروح، أليس الواقع أن المرأة كانت ولا تزال تحتقر وتزدرى من المرأة نفسها، وليس منا نحن الرجال.

لقد كانت المرأة - ولا تزال - تعامل من الرجال كالأطيار، التي فقدت طريقها فهبطت إليهم من حالق، وكانوا يعدونها شيئاً ضعيفاً سهل الانكسار، غريباً، حلواً مخيفاً، منعشاً، ولكنه يجب مع ذلك أن يقص جناحاه، حتى لا يستطع الفرار.

إن من أكبر دلائل السخف وبساطة الذهن أن تجهل المكانة الطبيعية للرجل والمرأة وتتنامى العداء الشديد الطبيعي بينهما، وتتمنى أن تجد التساوي في الحقوق، والتساوي في التعليم، والمركز، والعمل، إن المفكر الذي يرى ذلك يعد سطحياً تافه الذهن، يجب أن يعد