للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منه جداً خططته بريشة دقيقة وبسرعة واحدة فائقتين وخطي الهيروغليفي معروف للمطلعين عليه فوردني منه جواب لم أطلع على فاتحته حتى كنت ألين من الشمع لقبول عذره فيه مهما كان. قال: ـ

قرأتك بصعوبة وفهمتك بسهولة أما الأول فلتعرج خطك السرطاني وأما الثاني فلظهور حدتك على رؤوس أحرفك.

للمذكرات بقية

قصيدة اغتصاب الضفيرة

الفصل الثاني

ما نضار أشعة الغزالة فياضاً على بساط الماء. وغلالة الهواء بأبهى من جمال نظيرتها بيلندا الحسناء. ينساب بها على التاميز فوق لجينه المذاب. زورق سهو الأراجيح وثاب. لقد كانت هذه الشمس الآدمية محفوفة من الشباب إناثاً وذكراناً بأمثال النجوم الشوابك غير أن العيون لم تكن لغيرها ترنو. ولا النفوس إلى غيرها تصبو. وكانت تلبس على صدرها صليباً لا تستنكف اليهود إن تلثمه حباً وإكراماً. ولا تأنف المجوس إن تسجد له تجلة وإعظاما. وكانت حركات لحظها السراع تنم عن قلب ذكي وقاد. شبيه بطرفها في البريق وفي كثرة التقلب والترداد. وكانت الآنسة تجود للكل بغرور الإبتسام. وتبخل بصدق الإحسان والإنعام. وتعطي زور الموعد الهواء. وتمنع رعاية العهد والوفاء. ولطالما قابلت خاطب ودها بالإباء. وإن لم يشب إباءها قط إساءة ولاإيذاء. وكانت مقلتها كالشمس تبهر الإبصار بالضياء. وهي كذلك كالشمس تعم بنورها الكل على حد سواء. وكانت عذوبة شمائلها وحلاوة أنسها تستر عيوبها إن كان للحسان عيوب وكان من ساءه من صفاتها شيء نكر فحسبه إن ينظر إلى وجهها ليزول ذلك الأثر.

وكانت هذه الغادة تحمل على متنها لإتلاف نفوس البشر ضفيرتين تحسن ربهما وتعهدهما فكانتا تنسدلان وراءها في حسن تماثل وتعادل متآزرتين على تزيين جيدها الحسان بحلقات فاحم ذي صقال. ففي ألغاز هذه الحلقات كان الغرام يسجن أسراه. ويقيد حسراه. فيا من أبصر صناديد الرجال. ترسف من خيوط الذهب في أغلال. وما زال ابن آدم يتخذ من الشعر شباكه. ومن الخيط أشراكه، يصيد بها السمك في الماء. والطير في السماء. غير أن