للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[في شؤوننا المصرية]

الأكذوبة الكبرى

المتاجرة بدعوى الإصلاح الديني

ليس هناك أوقح ممن يفتري على الموتى. ويكذب على المضطجعين في مراقد الآخرة. لأنه يعلم أن الموتى لا يستطيعون كلاماً. ولا يصدرون دفاعاً. وإن الحجة صامتة. والفرصة سانحة. وأغرب ما في فريتهم أن تكون مقصداً من مقاصد التجارة وضرباً من ضروب الربح والإثراء. وأشد من ذلك أن تكون هذه الأكذوبة التجارية في سبيل من الدين والإصلاح وأن تروج عند بعض الناس. وتجد القبول عند طائفة من الجمهور. ولعل ذلك لأنها تجري على طريقة الأوكازيونات والفرص العظيمة والإعلانات الكبيرة والضوضاء العالية. مثل أستين وشيكوريل وتيرنج وإخوان شملا وهلما جر. وإن صاحب هذه الفرية أصبح من المتمولين وله أطيان وعقارات في هذا البلد. ولذلك يريد أن ينازع المصريين في التلقب باسمهم. أي - بوضع اليد - أو بموجب الأوراد التي في يده عن الخراج الذي يدفعه للحكومة. كأن كل بربري أو سيامي أو مالطي يشتري له في مصر قطعة من أرضها. يشتري معها جميع حقوق أبنائها. أصبح اسمه في دفاتر حساب البنوك والمصارف وكان من قبل في أول صفحة من صفحات كتاب الفقر!.

ولكن إذا كان الموتى لا يتكلمون. فإن في الأحياء من يستطيعون كلاماً عنهم. ودحض أكاذيب اللذين يعيشون الآن على حسهم وإذا كان العالم المبجل. والفيلسوف النادرة في هذا العصر المادي المخيف. والكاتب المخلد الذي أعجز الأولين والآخرين السيد محمد رشيد رضا قد لزق نفسه بالإمام الأستاذ الشيخ محمد عبده لزقاً وادعى أنه هو الذي خرجه وأعطاه الشهادة وإنه كتب له وصية وقف له فيها الحق في اسم المصلح الديني وإن المرحوم الإمام ذهب عن الدنيا. وعلى وجهه ظل ابتسامة حلوة لأنه قضى مطمئناً على تفسيره للقرآن واثقاً من أن العم رضا تربيته سيأخذ في التفسير ويواصل الشرح على النحو الذي نحا، والسنن الذي استن فنحن نقول له ولمن يجهلونه - غير قاصدين إلى تحقيره عند بني وطنه لأن السكتة بيننا وبينهم مقطوعة - إن هذا التفسير الرشيدي إنما هو على الطريقة الجربية وإنه من أكبر الفضيحة لهذا العصر المهذب أن يفسر القرآن الكريم