للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأغرب ما في ذلك أن جميع كبار شعراء الإنكليز لم يتركوا أولاداً ونحن هنا نذكر أسماء الشعراء الآتين - شكسبير. ملتون. دريدن. أديسون. بوب. سويفت. جونسون. جولد سميث. وكثيرون غيرهم اجتنبوا الزواج لكي يتفرغوا إلى الدراسة والأدب. وقد قال المصور العظيم ميشيل أنجلو يوماً إن لي في فني بعيشة الأسرة - كنت - ماكولي - بنتام - شوبنهور - فولتير - شاتوبريان - فلوبير - ماسيني، وهناك مجمع من النوابغ أقدموا على الزواج، ولكنهم عانوا منه العذاب، وساءت به حالهم، وأظلم عيشهم ومنهم شكسبير ودانتي وبيرون وكولوريدج وأديسون وكاريل وأوجست كونت وديكنز، وقد كتب فلوبير يوماً إلى الكاتبة القصصية الطائرة الصيت جورج ساند أن بنات الشعر أخف رحمة، من بنات حواء وقال شامفور لو عقل الرجال لما بقي في الأرض جميعاً رجل يتزوج، وأما عني أنا فإنني لا شأن لي بالزواج لئلا يخرج مني ولد مثلي!!

وهناك عارض آخر يشترك فيه الجنون والعبقرية، ولاسيما الجنون الأخلاقي ونعني به النضوج قبل الأوان. فإن الشاعر دانتي كتب أول قصيدة في الحب وهو في التاسعة وكان باسكال وكونت مفكرين كبيرين رائعي التفكير وهما في الثالثة عشر، وكان فولتير كذلك وهو في هذه السن. وكتب الشاعر جوت قصة بسبع لغات، ولم يكن قد جاز بعد العاشرة، والروائي التمثيلي كوتزبي جعل يكتب كوميديات للمسارح وهو في السابعة، ونظم بيرون عدة أبيات وقصائد وهو في الثانية عشر، ونشر في الثانية عشر أول قطعة من ديوانه ونعني بها - عات الفراغ وأعجب من جميع ذلك أن ميرابو الخطيب العظيم خطب وهو في الثالثة ونشر مؤلفات له في العاشرة وإن موزار جعل يقيم الحفلات لكي يوقع موسيقاه الجديدة وهو في السادسة. ولكن هذا النضوج المبكر لا يزال بعد نضوجاً مريضاً عارضاً غير طويل العمر، وكثيراً ما يظهر في المتوحشين والبيئات التي تعيش على الغريزة، وهناك مثل سائر يقول إ، الذي يكون عبقرياً في الخامسة يصير مجنوناً في الخامسة عشر!. . .

وقد يعترض بعض الناس على هذا العارض فيقولون إن هناك كثيرين من النوابغ والعبقريين لم تظهر عبقريتهم ولم يتجلى ذكاءهم المتوقد إلا بعد دهر طويل. وبعد أن جازوا من عمرهم سنين عدة، وهؤلاء يجاب عليهم بأنه لم توجد ثمت ظروف صالحة