للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من ورائي فإذا أنا بعشرٍ أفضل من الأول عليهن الوشي والحلي فقعد خمس عن يمينه وخمس عن شماله وأقبلت جارية على رأسها طائر أبيض كأنه لؤلؤة وفي يده اليمنى جام فيه مسك وعنبر وقد خلط وأنعم سحقهما وفي اليسرى جام فيه ماء ورد فألقت الطائر في ماء الورد فتعك بين جناحيه وظهره وبطنه ثم أخرجته فألقته في جام المسك والعنبر فتمعك فيها حتى لم يدع فيها شيئاً ثم نفرته فطار فسقط على تاج جبلة ثم رفرف ونفض ريشه فما بقي عليه شيء إلا سقط على رأس جبلة ثم قال للجواري أطربنني فخفقنا بعيدانهم يغنين:

لله در عصابةً نادمتهم ... يوم بجلق في الزمان الأول

بيض الوجوه كريمةٌ أحسابهم ... شم الأنواف من الطراز الأول

يغشون حتى ما نهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل

فاستهل واستبشر وطرب ثم قال زدنني فاندفعنا يغنين:

لمن الدار أقفرت بمعانٍ ... بين شاطئ اليرمول فالصمان

فحمى جاسم فأبنيةالصف ... رمغنى قبائل وهجان

فالقريات من بلاس فداريا ... فكاء فالقصور الدوان

ذاك مغنى لآل جفنة في الدار وحق تعاقب الأزمان

قد دنا الفصح فالولائد ينظم ... ن سراعاً أكلة المرجان

لم يعللن بالمغافير والصم ... غ ولا نقف حنظل الشريان

قد أراني هناك حقاً مكيناً ... عند ذي التاج مقعدي ومكاني

فقال أتعرف هذه المنازل قلت لا قال هذه منازلنا في ملكنا بأكناف دمشق وهذا شعر ابن الفريعة حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت إما أنه مضرور البصر كبير السن قال يا جارية هات فأتته بخمسمائة دينار وخمسة أثواب من الديباج فقال ادفع هذا إلى حسان وأقرئه مني السلام ثم راودني على مثلها فأبيت فبكى ثم قال لجواريه أبكينني فوضعن عيدانهن وأنشأن يقلن قوله:

تنصرت الأشراف من عار لطمةٍ ... وما كان فيها لو صبرت لها ضرر

تكنفني فيها لجاج ونخوة ... وبعت بها العين الصحيحة بالعور

فيا ليت أمي لم تلدني وليتني ... رجعت إلى القول الذي قال لي عمر