للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي صفحة ٢٠

وأرى أن رقعة الأدم الأح ... مر أرض علائها بدماء

قال الشارح في معنى عللتها: يعني وأظن أن سطح الشطرنج الذي لونه أحمر أرض أهرقت عليها الدماء لتلهيها بها: ولا معنى لهذا التعليل والصواب بللتها كما هو ظاهر.

وفي صفحة ٢١ - في هذه اللعبة أيضاً -

تقتل الشاه حيث شئت من الرق ... عة طباً بالقتلة النكراء

غير ما ناظر بعينك في الدس ... ت ولا مقبل على الرسلاء

بل تراها وأنت مستدبر الظه ... ر بقلب مصور من ذكاء

ما رأينا سواك قرناً يولي ... وهو يردي فوارس الهيجاء

قال الشيخ: الدست المقصود به هنا صدر الرقعة: وليس ذلك صحيحاً بل الدست الرقعة نفسها وهو في الأصل دست القمار، يقولون للغالب تم له الدست وللمغلوب ثم عليه الدست فابن الرومي يصف صاحبه في هذه الأبيات بأنه لحفظه وذكائه يلعب على الغائب، وهذه صفة جماعة اشتهروا في تاريخ الشطرنج وعلى ذلك قوله في صفحة ٢٢.

تقرأ الدست ظاهراً فتؤدي ... هـ جميعاً كأحفظ القراء

قال الشارح: أي تقرأ الرقعة عن ظهر قلب فتلقيها إلقاءً جيداً الخ: ولا معنى لهذا وإنما هو ما يسمى في بعض كتب الأدب التي تتكلم عن الشطرنج باللعب على الغائب أو اللعب غائباً وكيفية ذلك أن أقوى الخصمين يستدبر الشطرنج فلا ينظر إليه ولا يرى كيف ينقل خصمه بل يكتفي برسم الرقعة وما عليها في ذهنه لأن ذلك في حافظته من كثرة اللعب والمران عليه ثم ينقل الخصم فيقال لهذا الغائب بنظره عن اللعب نقل كذا فيتمثل النقل في ذهنه ثم يشير بما يريد وهكذا حتى تكون الغلبة له أخيراً مع أنه لم ينظر شيء، ويقال إن في مصر اليوم من يلعب بهذه الصفة بعد أن يحكموا رباط عينيه، ولعل أحداً من القراء يوافينا بحقيقة ذلك.

وقال في هذه الصفحة:

رؤية لإخلاج فيها ولولا ... ذاك لم تأت صحبة ابن بغاء

وهو موسى وصاحب السيف والجي ... ش وركن الخلافة الغلباء