للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تعمل في الخفاء، فلم يلبث الرئيس الذي خلف يوان على الجمهورية وهو لي يوان هونج أن ألقى نفسه إزاء حرب شديدة مع رجال الحزب العسكري القديم ولما أعيد فتح البرلمان ألفت الحكومة حرباً أخرى من الحزب الراديكال أو حزب المتطرفين تحت زعامة سن يان سن، وخمدت نار الخلاف بأن انتخب لوظيفة نائب رئيس الجمهورية رجل سياسي عامل محبوب من الأحزاب المعارضة والفرق المتناهضة، وهو المارشال فونج كونشانج.

وكان المظهر الذي اتخذته الولايات المتحدة إزاء ألمانيا ودعوة الرئيس ويلسون التي ألقاها إلى الدول المحايدة احتجاجاً على حرب الغواصات قد أحدثت أثرها في الصين لأن للولايات المتحدة فيها أثراً أكبر من أثر دول الغرب فقد اجتهدت منذ سنين في أن يسود نفوذها الاقتصادي في المملكة الصفراء حتى أصبح لها حق عليها واستمالت عاطفة الجمهورية الوليدة، ولم تلبث أن صارت إزاءها الراعي المدافع يحميها من دول الغرب وأطماعها ومن شر اليابان قبلها فلم يسعها خشية على نفسها إلا أن تنضم إلى الحلفاء، وتمهد السبيل لمستقبلها، وتشترك في مؤتمر الصلح الذي سيبتدئ بعد الحرب، ليرى رأيه في مستقبل العالم الإنساني.

ذلك ما ذهب إليه الحزب الجمهوري، فبعد المعارضة الشديدة من المحافظين والعسكريين عشاق القوة الألمانية وعبدة الإمبراطور غليوم، تحت زعيمهم تشانج سون ظفرت الحكومة بهذا الرأي فأرسلت إلى برلين مذكرتها الأولى احتجاجاً على امتداد الحرب البحرية وتوسع الألمان فيها ثم ثنتها بأخرى في ٢٨ فبراير من العام الماضي فلما تلقت رداً سلبياً عرض رئيس الجمهورية لي يوان هونج على البرلمان نيته في قطع العلاقة السياسية بين الصين وألمانيا، فتلقي البرلمان الرأي بالقبول وفي الرابع عشر من شهر مارس أعطى الأميرال فون هنتز سفير ألمانيا جواز السفر.

ولكن لم يكن ذلك يعد إعلاناً للحرب، فقد اعترضت الجمهورية حرب داخلية جديدة، إذ كان الجنرال تشانج وحزب كبير في أثره يسعون في إعادة الملكية وقد استطاع هذا الحزب أن ينشر الدعوة ويظفر بالأنصار، ونجح القوم في النداء بطفل صغير يناهز الحادية عشر إمبراطوراً جديداً للمملكة، ولكن عهد بن بي بالو وهو هذا الطفل الإمبراطور لم يكن طويلاً، فلم يجد الرئيس لي يوان هونج إلا الاستسلام والرضى بالهزيمة، على أن