للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ودعوت ربي بالسلامة جاهداً ... ليصحني فإذا السلامة داء

وقال زهير:

رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى ... فكيف بمن يرمى وليس برامي

فلو أنني أرمى بنبل رأيتها ... ولكنني أرمي بغير سهام

وقال رسول الله:

الصبر عند الصدمة الأولى

وهذه الكلمة أوضح من أن تستوضح، وقال عليه السلام:

إياكم وخضراء الدمن

تمام الحديث: قيل وما ذاك يا رسول الله، فقال: المرأة الحسناء في منبت السوء - وأصل الدمن ما تدمنه الإبل والغنم من أبعارها وأبوالها فربما نبت فيها النبات الحسن الناضر وأصله في دمنة خبيثة قذرة، وأكل هذا النبات مؤذ - ضرب رسول الله هذا النبات مثلاً للمرأة الجميلة الوجه اللئيمة المنبت، قال أبو عبيد أراد فساد النسب إذا خيف أن تكون لغير رشدة.

وقال رسول الله:

المرأة كالضلع إن رمت قوامها كسرتها وإن داريتها استمتعت بها.

الضلع العود فيه ميل وانحناء، وفي معناه استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع أعوج - وهذا على الكناية، وقال السيد الرسول:

ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجالس يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقاً الموطأون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون، ألا أخبركم بأبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجالس يوم القيامة الثرثارون المتفيهقون.

قوله الموطأون أكنافاً قال ابن الأثير: هذا مثل وحقيقته من التوطئة وهي التمهيد والتذليل وفراش وطيء لا يؤذي جنب النائم، والأكناف الجوانب، أراد رسول الله الذين جوانبهم وطيئة يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى ولا ينبو به موضعه، والثرثارون أي الذين يكثرون الكلام تكلفاً وتجاوزاً وخروجاً عن الحق والمتفيهقون توكيد للثرثارون من فهق الغدير امتلأ ماء فلم يكن فيه موضع مزيد - يريد رسول الله الصدق في المنطق والقصد