للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[معبد هيبس]

وصف هذا المعبد - دلالة الخط الهير جليفي

شكوك حول قراءتها - من (رحلة الواحات)

لحضرة الاستاذ الشيخ محمد حلمي طمارة أحد خريجي مدرسة القضاة الشرعي

لو كان لي قدرة على التصوير لاستغنيت به عن الوصف هنا، لأن صورة معبد (هيبس) تلقى في الإنسان روعة لا تحدثها العبارة، وتحيي في قلبه شعوراً بعظمة الآباء لا يقوى البيان على إحيائه.

فتماثيل السباع الرابضة هناك والتي أصابها من التشويه ما أصاب (أبا الهول) تمثل ما كان له من المناعة، وشدة التحجب، وتخيل إلى القادم أنه مشرف على عرين ليوث وغابة أسود، لا قادم على بيت عبادة ودار تنسك. . .

وبقية سياج المعبد الخارجي تدل حجارتها العظيمة على ما عاناه بانوها في نقلها.

وما قاسوه من جرّاء وضعها في الجدار ورفعها. . . فإذا تجاوزنا ذلك كله وجدنا مجازاً جميلاً على جداره الشمالي صورة امرأة حسناء واقفة أمام رجل، يزعم أهل الآثار أنه آلة النسل - وعلى الجنوبي رجل جلس على كرسيه وخلفه امرأة وأمامه خادم حلق النسر فوق رأسه، يناول سيده الكأس بيمينه، وبين يديه مائدة عليها أباريق الشراب وأواني الطعام ووراء هذا المجاز قصر فخيم وبناء ضخم، يتقدمه بهو جميل، به ست دعائم منها ثلاثة على يمين الداخل ومثلها على شماله وخلف ذلك ردهة بها اثنا عشر عموداً تؤلف ثلاثة صفوف متوازية تنتهي بردهة أخرى بها أربعة أعمدة في صف واحد تتصف بصفة على جوانبها معاهد الآلهة وحجرات النساك وفي إحدى الحجرات سلم إلى السطح ونفق في الأرض، أما زينة المعبد وزخرفه فنقوش جدرانه وسقفه التي شابهت معرض الصور ودلت على نبوغ الأجداد في التصوير وبراعتهم في تأليف ألوانه وقدرتهم على اختراع الصور وحذقهم في تنويعها فمن صائل برمحه على أفعوان، وشاهر سيفه في وجه إنسان، إلى أسرة حول مائدة الطعام وغلام يعاطي مولاه كأس المدام ومن صورة الشمس وشعاعها ذاهب في أنحاء الفضاء، والطيور تحلق في جو السماء إلي متمخضة عن حملها وآخذة بيد بعلها، إلى غير ذلك من صور جامعة بين جسم الإنسان ورأس الحيوان في أزياء تساعد