للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ذلك أوجه الأدلة عند الأشياع والناظر في هذا النوع من الحجاج يجده من قبيل الاستدلال بسلامة النتيجة، على صحة الفرض وقد علمنا المنطق أن صحة النتيجة لا تستلزم صحة المقدمات، ليس هذا خاصاً بالقضايا النظرية، بل وبالمسائل العملية أيضاً فإن قدماء الميقاتيين والفلكيين، بنوا جميع حساباتهم وتقاويمهم وأزياجهم على فرض أن الأرض ثابتة وأن الكواكب تدور حولها وجاء المتأخرون ففرضوا عكس فرضهم، وأتوا بنتائج مثل نتائجهم وتقاويم لم تختلف عن تقاويمهم ولا يمكن مع القول بصحة النتيجتين، القول بصحة الفرضين لأن ذلك من قبيل الجمع بين الضدين فتوافق قراء (الهيرجليفي) لا يدل على صحة طريقته لا سيما ومكتشفه قد فرضه حقيقة واقعة وشرع يبحث عن طرق إثباتها لا أنه سلك من طرقها إلى غاياتها.

قد يكون هذا تهجماً على العلم، وقد يكون جرأة على معارضته وقد يكون سفسطة ضد الحق، وقد يكون كل ذلك غير أنها شكوك تعترضني كلما حاولت قراءة أي باب من تاريخ مصر القديمة فتحول بيني وبين الاندفاع به شكوك تحقر من أسناد ذلك التاريخ في نظري وتقف دونه عقبة اعترضتني فلم أستطع تذليلها، وكم عرضت لي أثناء الدراسة فزهدتني في حفظ درس التاريخ القديم، نفثة على هذا العلم قديماً ملأت صدري وضاق بها ها أنا ذا أنفثها أمام معبد (هيبس).