للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولا مسحة من الروعة، ولم يكن ثوبها الثوب الذي يتم عن سيدة محترمة كبيرة المكانة، وأخيراً جئت إليها من النادي وقبل أن تصعد إلى المركبة فتتخذ مكانك بجانبها قلت للحوذي شارع تيراس!!.

فإذا بي قد أحسست انقباضاً في فؤادي إذ تذكرت ما قلت لي يوم كان اللقاء إن لدي في شارع تيراس طابقاً أستخدمه لهذا الغرض، فعلمت إذ ذاك ماذا سيحدث بينكما. . . . . . . . . .!

أتظنها حماقة مني وطيشاً ولكن إن أردت الحق فاعلم أنني لم أكن غيري عليك إلى تلك الساعة، ولا أعلم لذلك سبباً إلا أنني كنت أؤمن بأنك ولا ريب لا تستطيع أن تعيش عيشة القديسين والرهبان، ولكنني إذ عرفت المرأة التي ستضاجعها، وعلمت المكان الذي اضطجعتها إليه ثارت ثورة الألم في فؤادي حتى لم أعلم كيف بلغت بي قدماي منزلي، وإذا احتواني البيت انطلقت إلى المخدع فتراميت فوق السرير ووعكتني إذ ذاك الحمى بعد موهن من الليل واحتبس صوتي وأخذ لساني السعال واشتد بي ذلك حتى لقد مضى على الآن وأنا طريحة الفراش شهر كامل ولا أستطيع نهوضاً وأخشى أنني لن أستطيعه أبداً.

وأنت فتعلم يا مسيو هرفيه أنني لا أقرفك بتهمة حزني ومرضي فلم أكن يوماً قوية الصدر متينة اللهي، ولكن لعلك كنت السبب في تعجيل علتي ونضج مرضي وإن كنت خلي الذهن بريء النية والآن وأنت تعرف أن من المزعج المؤلم أن أرتحل عن الأرض وأنا ملمة على الربيع العشرين ولما أشهد يوماً صبوحاً في الحياة، ولما أرتشف كأساً من السعادة، فقد اجترأت على أن ألتمس إليك أمراً وأطلب إليك حاجة لو حققتها أثرت أكبر السرور في نفسي الخافتة، وإن كان في تحقيقها بعض المتعبة لك، وهذا الرجاء الذي أسوقه إليك هو أن تحضر إلي في منزلي للتوديع الأخير إذ كنت لا أستطيع إليك حضوراً، فلا تخش يا مسيو هرفيه ألماً فلست محدثاً أحداً غيري ولا ملتقياً بإنسانة سواي، بل أنت صاعد إلى الطابق الثالث من المنزل رقم ١٥ فدق الباب وستفتح لك شقيقتي وتكون بيننا خلوة صغيرة واعلم إنني قد أصبحت مهزولة ضامرة ولكن وجهي لا يزال بعد صغيراً رائعاً كعهدك به أول مرة وستحدثني وتنظر إلي - وسأستمع إلى صوتك - وسأشعر بآخر نفثة من السعادة إذا أنت أذنت لي إذ ذاك أن تكون فوق شفتي. . . . . . عيناك!!