للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متعددين ولكن الحب الروحاني السماوي بين الرجل والمرأة لا يتقبل أكثر من شخص واحد يمنح العبادة كلها.

٤ - توجد هناك جرثومة معينة تصيب أهل الشباب ولم يستطع العلماء المحدثون أن يضعوا لها اسماً، ولكن اسمها هو، مكروب الحب! وهذه الجرثومة كثيراً ما تلتقي بها في قاعات الرقص ودور الملهى وفي المصطاف والمتربع، والذين تصيبهم يقعون في الحب للنظرة الأولى، وهذا الضرب من الحب هو عرض من الأعراض المعدية المريضة التي يأتي بعدها في مستقبل الحياة الحب الحقيقي.

٥ - لا مشاحة في أن زيجات الحب خير الزيجات، ولكن في هذه الأيام التي أصبحت لوازم الحياة غالية، وحاج العيش باهظة الثمن، قد أصبح الحب في كوخ أكثر نفقة من الحب في دار فسيحة منذ سنين عديدة مضت وعندي أن لا يحب الإنسان مطلقاً خير له من أن يحب لأجل المال وأنا لم أشهد في حياتي مثلاً واحداً من هذه الزيجات المالية دامت بعد وقوعها هانئة سعيدة مطلقاً.

٦ - بلا ريب، إن أكبر نساء عصرنا هذا وأكبر بطلات التاريخ كن عادة نساء دميمات، ولكن اعلم أن الرجل المفكر الثابت الراجح اللب يعرف جيداً أن الجمال ليس إلا حلاوة جلد وعذوبة مظهر، وإن أجمل الأزهار، ما كان أشد سرعة إلى الذبول وأقصر نضرة، والرجال ذوو القلوب المليئة بالحب الحقيقي لا يحفلون بنظرات النساء الحسان، والرنوات الفاتنة من محاجرهن بل هم يأبهون باستعدادهن وطبائعهن وحلاوة خلقهن، وعذوبة حديثهن، وأما الذين يطلبون الوجه الجميل فكثيراً ما يهتدون إلى الخبث كميناً وراءه، ولا أريد بقولي هذا إن النساء الجميلات جميعاً شريرات خبيثات ولكن الجمال البهي الفاتن وا أسفاه كثيراً ما يكون باعثاً على الخفة والطيش وحب اللهو، وتحبباً وتدللاً لا يلبث الرجل أن يجد منه السآمة القاتلة.

٧ - نعم، فقد كان لي عمة ذات بعل تزوجا وبقيا في ظل الزواج سبعة وخمسين عاماً، فإذا أقبل المساء جلسا حول الموقدة كعاشقين مفتونين بعضهما بالبعض، إذ يمسك الزوج بيد زوجه فيلاطفها بين راحتيه في رقة وعطف، وقد اعتادا أن يعلنا للناس أنهما لم يتشاجرا في حياتهما اللهم إلا لأمر تافه، لفتح نافذة، أو إغلاق شرفة، فإذا حان موعد النوم أخذ