للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزوج وقد بلغ التاسعة والثمانين يد زوجته الضامرة المهزولة فينحني إليها ويطبع فوق تلك اليد الذاوية قبلة حارة، وقد ماتا معاً في مسافة قصيرة، واستيقا إلى مضاجع الأبدية في خلال شهر واحد وقد ظلا حبيبن إلى أنفاسهما الأخيرة، هذه هي المشاهدة التي وقعت لي، ولا شك في أن العالم حافل بمئات منها.

ردود تمبل ثيرستون

وقال تمبل ثيرستون، وهو في الصف الأول من الروائيين:

١ - إن العنصر الأكبر في حياة المرأة هو تربية أطفالها والسبيل إلى خلق هذا العنصر الذي أرادته الطبيعة هو عواطفها وجوانحها، ولكن العنصر الأكبر في حياة الرجل هو عمله وواجباته فالحب لدى المرأة هو القوة المسيطرة على حياتها، هو أكبر من الوحي ومن الباعث والدافع، هو الغرض والغاية.

٢ - فإذا كان الحب كما قلت هو من ناحية المرأة الغاية والغرض فعليها أن تظهر شيئاً منه لتتم لها منه غايتها، وكما أن الرجل لا يسترخص ولا يبخس عمله قيمته، كذلك المرأة لا تستخف بأعماق حبها.

٣ - إذا كان القصد من هذا السؤال أتم ضروب الحب، إذ يتلاقى فيه الولاء بالعطف، والعاطفة بالثقة والاحترام، فأقول كلا.

٤ - الحب لمجرد النظرة الأولى يجب أن يحدث غالباً، وكما أن بعض هزات منسجمة من الموسيقى تكسر في لحظة واحدة آنية من الزجاج إذ تتموج فيه تموجات النغمة فتهز الآنية فتلقيها من فوق رفها إلى الأرض، ترى بعض الطبائع تحس لمجرد الملامسة بقوي جاذبة تدفعها وتثير فيها الحب، وما يقال في ذلك عن الحب يقال عن العداوة والكره.

٥ - قد يكون الزواج الخلاء من الحب نافعاً للأمة إذا كانت المرأة التي لا تحب زوجها تحب بلا أدنى ريب أطفالها وتحسن تأديبهم والقيام على رعيهم، ولكن ذلك يقصد به أن يكون الزواج عقداً من العقود الرسمية لا يعتبر الفريقان فيه إلا خداماً من خدمة الأمة، ولكن هذا ولا شك ليس المقصود من السؤال والزواج المعقود على الحب في نظر الفرد أرضى أنواع العلاقة، ومن هذا قامت الإصلاحات الجديدة في شرائع الطلاق.

٦ - محاسن الوجه لا أهمية لها في الحب، وإنما هو الخلق الذي يسيطر على الحب