للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الصفات ليس غير لا أن يحب بجملة فضائله ومناقصه ومحاسنه ومقابحه فإن في الناس من لا يجلدون على أن يحبوا إلا الحب الجزئي، على حين ترى الكثيرين غير خليقين بأن يحبوا أكثر من حب جزئي.

٤ - لا يقع ذلك كثيراً ولكنه يقع ولا ريب وهو عادة حب حقيقي متطاول الأجل متراخي الأمد ولعل في بغتته والفكرة الخيالية التي تمازجه ما يكسبه شذى وعبقاً وعذوبة لا تكاد تذهب أو تزول والناس رجالاً ونساءً يقعون مرضى في الخيال ولا دواء لهم منه.

٥ - لا ريب في أن زيجات الحب أكثرها عسيلة، فإذا استمر الحب، كان الزواج فخر الزيجات، وأمجد القرآن، فإذا لم يعش الحب فسيبقى للزوجين ذكرى تلك السعادة الكبرى التي كانا ينعمان بها وستظل لديهما رابطة تضمهما وتشدهما، وخليق بكل إنسان أن يجعل مطمح بصره، وأمنية نفسه أن يجد حباً تاماً كاملاً، فإذا كان الزواج يخلو من تلك الروح فليس إلا عقداً صرفاً قد يسرق رجلاً وامرأة من أعز فرص الحياة وتجاريب العيش.

٦ - بلا ريب فإن الجاذبية النسائية لا تزال سراً غامضاً من مبهمة الأسرار، وإن كان معروفاً من صاحبه - أي المرأة - وقد تكون المرأة الحسناء بلا جاذبية، ولا فتنة مطلقاً، وقد تروح الدميمة بالفتنة مفعمة وقد تكون آية الجاذبية وليس السبب في اجتذاب المرأة الرجل هو الجمال، بل إنه لذلك الشيء الغامض المستسر الذي لا نستطيع أن نصفه إلا بأنه هو ولا نعرفه، فإذا وقع هذا الشيء هو للمرأة الدميمة فلن يعرف أحبابها أنها دميمة، ولن تدعهن يعرفون ذلك عنها، وقد لا يعرف حقيقة ذلك إلا نساء أخريات.

٧ - نعم، ولكن ذلك نادر، من ناحية المحب والمحبوب، والمرأة قد تظفر بحب ثابت من زوجها، إذا كانت فاتنة كثيرة الحيلة، وقد لا يظفر الرجل بهذا الحب منها ولا شك في أن الحب المتبادل الثابت المقيم هو أجمل شيء في هذه الأرض.