للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

باتاً، في العالم كله، وفي مدائن الدنيا بأسرها، وإلى البد، وآخر الدهر، ولا حل لهذه المسألة ولا سبيل إلى ابتكار وسيلة لإبادة الشراب، حتى يكره عصارو الخمر وتجارها ومنتجوها على أن يتحملوا نفقات الأمراض والجرائم والخمول وقتل النشاط والمواهب والكفاءات التي تحدثها خمورهم، فإذا تيسر ذلك، وضربت عليهم الضريبة الفادحة، وتحملوا إصر جرمهم، انحلت مسألة الخمر من نفسها، وابتهج دعاة إبطال الشراب بتة، وغلغاء الخمر دفعة واحدة.

فتوى الكاتب المشهور هيلير بيلوك

لا يعجب الإنسان أن يرى هيلير بيلوك ينتحي منحى مخالفاً لبرنارد شو، ويرمي بفكرة متباينة مع فكرته. لأن هيلير بيلوك كثيراً ما اصطدمت آراؤه بآراء زميله، وتعارض الرجلان، ولا غرو أن يشذ بيلوك ويخرج على هذه الفكرة، وهو يحبذ الشراب في جميع قصائده، وتبين رائحة الخمر في عرض كتبه وأشعاره:

قال المستر هيلير بيلوك: لا أجد ما أقول غير أن هذه الضجة الكبرى التي قامت تناويء الشراب، وتحارب استخدام المشروبات الكحولية تلوح لي ضجة مجنونة في نهايتها، وحركة حمقاء في بدايتها، ولا أعتقد أن هناك رأياً مذكوراً أو حجة رجيحة تؤيدها وتشد أركانها، وما أحسب إلا أن جموعاً عظيمة من الناس تدعي أنها تعارض في فائدة الشراب، لأنها ممتزجة في أذهانهم بالآداب، وتثير خواطرهم المسؤولية الأدبية، كما ترى كثيرين من الناس يدعون أنهم ضد لعب الورق، أو الرهان على الخيل في السباق، بل وشرب التبغ، إذ يرى الناس أن المودة تحكم عليهم بإظهار آرائهم، لا ينون يدلون بها سواء اعتقدوا صحتها أم لم يعتقدوا، وإذا أنت نظرت إلى السواد الأعظم من أهل الأمم البيضاء في العالم الجديد أو في أوروبا، علمت لأأنهم جميعاً يشربون الخمر ويبتهجون بشرابها، ويسمنون ويتقدمون على احتسائها وقد كان هذا رأيهم من قديم الزمان، وسابق العهد والأوان.

فإذا سعى قوم إلى منع الإنكليزي من الاستطراد في عاداته التي نشأ عليها فستكون النتائج مخيفة، والعقبى مرعبة، أما إذا ذكرت هذه النية أمام الفرنسي أو الطلياني، فإنه ولا ريب ضاحك في وجهك ساخر منك ومن نيتك.

وقدعقبت المجلة على آرء هذا الكاتب بقولها: إن في آراء مستر هيلير بيلوك شيئاً كثيراً