للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمقامرات والوسائل التجارية غير المشروعة وتوريد الخمر والبنادق والكتب المقدسة. والتعاليم الفوضوية، والمبادئ الحمقاء. تعد فضلاً وتذكر بالخير والثناء. حتى اشتد الفقر في جميع بلاد الشرق. وعم البؤس. والمجاعة والجدب. ولم تنجح مدنيات الغرب في بلاد الشرق مطلقاً ولم تصب رائد التوفيق لاختلاف مبادئ الشرقيين وأخلاقهم عن مبادئ الغرب وأمثلته العليا. . وتباين نوع الحياة في الشرق عنها في الغرب وتضارب عواطف الشرقيين وعواطف الغربيين. ومن هذا جعل الشرقيون يستشعرون الاستخفاف بالحضارة الغربية. ويجمدون على آدابهم. ويعضون بالنواجذ على كرائم خلقهم. أما مدنية الغرب في البلاد المتوحشة فكانت نتيجتها قاتلة مبيدة بسرعة مدهشة ففي إفريقيا جعل الزنوج يبيدون شعوباً وقبائل. من جراء شيوع الخمر والبنادق في بلادهم.

هذا كل ما فعله الغرب في الشرق استناداً على ذلك الحق الجديد الذي أخرجته الفلسفة الحديثة. وهو حق القوي وتنازع البقاء وبقاء الأصلح.

وها قد راح الغرب اليوم يمني الدنيا بالمنى المعسولة. وهو أن يعيش الناس جميعاً في عصبة واحدة تحت ظلال السلام المقيم. والأخوة العامة. والإنسانية المشتركة. وهي خدعة من الخدع الماضية. ولا يعلم إلا الله ماذا يراد بالضعيف منها. وماذا يبتغي الأقوياء من ورائها. لأن المعنى لا يزال في بطن الشاعر!.