للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لسواها وعالة عليها، يقصر أملها ويبلى رجاؤها وتضوى أرواحها.

واحتمال الأذى وروية جاني ... هـ غذاء تضوى به الأجسام

وذلك لما خضد الغلب عليها من شوطكتها، وكسر من حميتها، فيفضي ذلك على كر الأدهار، وتعاقب الليل والنهار، إلى أن ترأم الذل والاستخذاء، وتشتمل بأردية الكسل والوناء، فيكون من نتاج ذلك ضعف النشاط في القوى الحيوية وهلم حتى يتناقص عمرانهم وتتلاشى مكاسبهم ويعجزوا عن المدافعة عن أنفسهم، فيصبحوا مغلبين لكل متغلب، طعمة لكل آكل، نهباً مقسماً لكل ناهب، وثمت شيء آخر وهو أن الإنسان يا مولاي رئيس بطبعه بمقتضى الاستخلاف الذي خلق له، والرئيس إذا غلب على رآسته، كبح عن غاية عزه تكاسل حتى عن شبع بطنه ورى كبده، وهذا سر ركب في غرائز البشر كما أنه يوجد مثله في الحيوانات المفترسة، فإنها لا تسافد كما يقولون إذا كانت في ملكة الآدميين.

ذل من يغبط الذليل بعيش ... رب عيش أخف منه الحمام