للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العقيم للأخلاق، فحدث عن خطورتها ولا حرج.

وأخيراً: ينبغي للآباء أن يحذروا منم عادة نهر الأطفال ومعاقبتهم وزجرهم وتأديبهم، كلما صرخوا، أو كانوا في قلق واضطراب، بل عليهم أن يبحثوا عن السبب ويتقصوا الباعث.

ولهذا يجب أن يكون غرض الآباء في التربية وخطتهم في التأديب هي:

(أ) أن تكون شفقتهم سديدة راجحة غير حمقاء ولا طائشة.

(ب) أن لا ينظروا يوماً على أطفالهم بشدة أو غلظة وأن لا يخرجوا عن طورهم أمامهم، وهدوءهم ووداعة أخلاقهم.

(ج) أن يسترشدوا في التربية بمبدأ عال اجتماعي مدني.

(د) أن يسعوا إلى تحقيق هذا المبدأ بالثبات والعاطفة الكريمة والوداعة والتهلل والفرح والتهذيب والذكاء ونفاذ البصيرة.

(٣) واجبات الآباء والمراضع والمربيات

منذ عدة قرون كانت العادة في بلاد الغرب أن يستخدم الصناع اليدويون في المدارس كمعلمين ومؤدبين، ولكن اليوم وقد تقدمت الحضارة، نرى الجامعات في مدينة بال تصر على أن لا يتعاطى حرفة التدريس إلا كل رجل أمضى إجازته الجامعية مدة معينة، أما من وجهة التربية المنزلية فلا زلنا في شيء كثير منها حيث تركتنا القرون الوسطى، فإن أية فتاة تقبل الآن وتكفي لرعاية أطفالك، ولا بأس عليك من قبول أية امرأة للاهتمام بشؤون أصبيتك، ثم نحن لا نزال نجد السواد الأعظم من الأمهات جاهلات لم يؤتين نصيباً من التعليم الثانوي، ولم يصبن قسطاً من علم التربية بل ما فتئنا نسمع اليوم القوم يقولون أن التعليم العالي للنساء يجعلهن غير صالحات للقيام بوظائف الأمومة، وأن واجب المرأة أن لا تسهم في شؤون السياسة وأن لا تكسب رزقها بنفسها، بل فريضتها أن تجمل المنزل، وتترك من حسنها في المنزل حسناً وتخلع من جمالها على دارها، وترعى لأطفالها، وتقوم على تربية أبنائها، ولكن يجب أن لا ننسى أننا نريد من الأم أن تربي أولئك الأطفال الذين سيقفون يوماً ممثلين على مسرح العالم وأن نظرية الغريزة وترك الأم في عملها تسير على وحي الطبيعة، لا يراد منها إلا أن يجر الطفل في الحياة جراً، لا أن يربى ويهدى إلى الرشد، ونحن لا ننكر أن المعوان الأكبر للأم في التربية هو حبها الغريزي لطفلها، ولكن