للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أخذ عنيدهم، ثمن قطنهم، واشترينا به ورقاً يكفي البيان عاماً كاملاً، ثم اتفق أن شغلنا في تلك الآونة بحفلة البيان السنوية التي لم نوفق إلى إقامتها إلا في مساء يوم الخميس الموافق ٢ يناير - والشيء يذكر بالشيء، فقد كانت حفلة هذا العام حفلة من أجمل حفلات! إذ مثلت فيها جمعية أنصار التمثيل رواية من أبدع روايات الدنيا وأروعها وهي رواية بني الوطنية أو الرسول التي نقلها من الفرنسية إلى العربية الكاتب المبدع عباس أفندي حافظ أحد كتاب هذه المجلة، وأهداها إلينا لتمثل في هذه الحفلة، وزاد هذه الحفلة رونقاً وجلالاً أن رأسها حضرة صاحب المعالي أحمد حشمت باشا الذي رأينا منه ما يصح معه أن نلقبه بحق - نصير العلم والأدب في مصر - وقد دعونا لتشريف هذه الحفلة كل من نعرف منه سمو الخلق ونبل الروح والغيرة على العلم والأدب في شخص هذه المجلة فكان في طليعة من أجابوا الدعوة حضرة صاحب المعالي عدلي يكن باشا وحضرة صاحب السعادة الوطني الكبير علي شعراوي باشا وحضرة صاحب السعادة الأديب الكبير أحمد تيمور باشا وحضرة صاحب السعادة محمود فخري باشا وحضرة صاحب السعادة عثمات مرتضى باشا وحضرة صاحب العزة ذي الحسب العد والإحساس المتفضل القاضي الفاضل السيد فوده بك القاضي بمحكمة مصر وحضرة صاحب العزة الوطني الغيور الهمام عبد الستار الباسل بك وحضرة صاحب العزة المهذب النبيل على محمود بك نجل حضرة صاحب السعادة محمود سليمان باشا وحضرة صاحب العزة العالم الجليل وشاعر العربية والتركية نور الدين مصطفى بك وحضرات أصحاب العزة الأفاضل الأماجد علي جلال بك القاضي بمحكمة مصر المختلطة وإبراهيم الهلباوي بك وإسماعيل شرين بك وأحمد ومحمد شريف صبري بك والعالم الفاضل السيد مصطفى عبد الرزاق وسعادة الأصولي الفاضل محمد أسعد بك وسعادة الشاب الكبير علي توفيق بك ومحمد محمود جلال بك إلى كثير من كرائم السيدات وطلبة المدارس وتلاميذها وقد ألقيت خلال فصول الرواية منولوجات وطنية جميلة آية في الإبداع وختمت الحفلة بأن ألقى كاتب هذه الأسطر كلمة شكر لحضرات الذين أجابوا الدعوة متفضلين وجملة القول أن هذه الحفلة أصابت من النفوس أقصر غايات الاستحسان، فكان لديهم يد نعم اليد على البيان.

وبعد فلما قطعت هذه المرحلة الأولى رأينا أنها لا تصل وحدها بالبيان إلى الغرض الذي