للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما الطرائد فهي السفن التي تحمل الخيل للأسطول، وأكثر ما يكون فيها أربعون فرساًة والقرافير - فهي السفن الكبيرة التي تحمل الزاد والكراع والمتاع - والفلائك والقوارب والشلنديات فهي من توابع الأسطول كالطرائد والقرافير.

* * *

أما عُدد الأساطيل وآلاتها ومعداتها وأسلحتها فهي الرماح والعِصي والتراس والزرد والخوذ المنجنيقات والعرادات.

وقد رأيت الأندلسيين يستعملون في حروبهم البحرية، النار اليونانية وهي مزيج من الكبريت وبعض الراتنجات والادهان في شكل سائل يطلقونه من اسطوانة نحاسية مستطيلة يشدونها في مقدم السفينة فيقذفون منها السائل مشتعلاً أو يطلقونه بشكل كرات مشتعلة أو قطع من الكتان الملتوت بالنفط فيقع فيحقهل حرقاُ، ومن غريب هذه النار أنها تشتعل في الماء والهواء والنفط - وقد رأيتهم كذلك يستظهرون بالبارود الذي يسمونه الثلج الهندي - ونحن قلم نسمع بأمة من الأمم اهتدت إلى هذا الثلج الهندي قبلهم - ذلك إلى معدات أخرى لا أظنهم قد سُبقوا إليها، أرانيها الأمير ابن رماحس في الشونة، التي كنا نشاهد منها حركات الأسطول، مثل التوابيت المعلقة فوق البروج، وهي صناديق كبيرة مفتوحة من أعلاها، يصعد إليها الرجال قبل استقبال العدو فيقيمون فيها للاستكشاف ومعهم حجارة صغيرة في مخلاة معلقة بجانب الصندوق فيرمون العدو بها وهم مختبئون في هذه الصناديق، ومعهم عدا الحجارة قوارير النفط يقذفون بها السفن والقلاع فتحترق في التو واللحظة - ومعهم كذلك عدا الحجارة وقوارير النفط جرارة النورة وهي مسحوق ناعم مؤلف من الكلس والزرنيخ يرومون بها الأعداء في مراكبهم فتعمى أبصارهم بغبارها وقد تلتهب فيهم التهاباً - وقد رأيتهم وهم يرمونهم أيضاً بقدور الحيات والعقارب وربقدور الصابون اللين كي يزولقوا أقداهم - ومن حيلهم التي يتخذونها وقاء من أعدائهم أنهم يحوطون المراكب بالجلود أو اللبود المبلولة بالخل والماء أو الشب والنطرون كي لا يفعل النفط فيها فعله - ومن حيلهم أنهم يجعلون في مقدم المركب هناة كالفأس يسمونها اللجام، وهي حديدة طويلة محددة الرأس وأسفلها مجوف كسنان الرمح تدخل في أسفلها في خشبة كالقناة بارزة في مقدم المركب يقال لها الاسطام فيصير اللجام كأنه سنان رمح بارز في