للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد احتذى الزعماء الجدد حذو الأولين فجعلوا يثيرون الحرب على إنجلترة ويطلبون فصل أيرلندة عنها الفصل التام. وإنشاء جمهورية أيرلندية على أنقاض البناء الأول.

ولا تظن العالم قد نسي القتال العنيف الذي وقع عام ١٩١٦ يوم ثار فتيان أيرلندة وهم نحو ألفي رجل فاحتلوا جزءاً كبيراً من عاصمة البلاد ونادوا بالجمهورية الأيرلندية وجعلوا يقفون أمام جيش منظم ويقاومون مدفعية شديدة النيران وظلوا وقوفاً أمام تلك الشراذم التي تفوقهم عدداً عديداً أسبوعاً كاملاً حتى استشهدوا والابتسامة الحلوة العذبة ابتسامة الاستشهاد في سبيل الحرية - تجري على شفاههم في محضر الموت. ورفعوا إلى أداة الإعدام. والمقصلة مصلته. والمنون متداينةز وهم فرحون لا تفتر ثغورهم عن الابتسام. وأما الشعب الأيرلندي - إن لم يظهر إعجاباً بتلك الثورة الطائشة المستميتة فقد أبدى إكباره الأعظم لبطولة أولئك الفتيان ولقد شهد لهم بتلك البطولة أعداؤهم. كان من وراء تلك الثورة أن ضرب خمسة وعشرين من الزعماء بالرصاص ومن بينهم الزعيم توماس كلارك ذلك الوطني المغوار اذي جعل طوال حياته يشتهي أن يلقي تلك المنية الحلوة. وضربت رقاب كثيرين، منهم في الربيع العشرين. ماتوا جميعاً وظل الابتسامة الناضرة التياهة المدلة ببطولتها يجري على أفواههم.

وحكم على الشاعر الأيرلندي الجميل يوسف بلا نكت بالإعدام وكان إذ ذاك خطيب عروس حسناء. ففي الليلة السابقة لموعد شنقه انسلت العروس تحت ستار الظلام إلى السجن ومعها قسيس فعقد للعروسين وتم الزواج. وفي الغداة سقط ذلكم البطل قتيلاً إذ بدت أمينة عن كثب زوجه وهي في إطار حفلة العرس والأزاهر حافة بها.

كان موت أولئك الأبطال وزج إخوانهم في غيابات السجون ونفي رفاقهم وتشريدهم في الأصقاع النائية. والبلاد البعيدة. صفحة أخرى في كتاب الذكريات الوطنية التي يكتب منها تاريخ أيرلندة المجيد. وكان تقتيلهم سبباً من الأسباب التي دفعت السواد الأعظم من الشعب الأيرلندي إلى الرغبة عن الهوم رول. وإنشاء السين فين - علم الجمهورية الجميلة المبتغاة.

* * *

منذ ذلك العهد أصبح السين فين حزباً سياسياً كبير الشأن كبير الخطر، واتخذ مركزه مدينة