للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دبلن وانتشرت منه ندوات فوقعت في جميع بلاد أيرلنده وحواضرها أضحى المبدأ الأوحد الذي تعمل جميعاً له هو أيرلندة بلا أنجلترة، وجمهورية على أنقاض العبودية، وأصبح الزعيمان جريفيس ودي فاليرا يضعات أيديهما على هذا العمل لا كبر.

فلما كانت انتخابات ديسمبر سنة ١٩١٨ انتصر في الانتخاب أعضاء السين فين على مزاحميهم وأصبحوا أعضاء الحزب الأهلي الأكبر، وأصر الأعضاء المنتخبون وهم أحد بني وطنهم أخلاصاً، وأكبرهم نفوسها - على مبدأهم وهو أن لا يجلسوا في مجالس البرلمان الإنجليزي ولا يشغلوا منه المقاعد، ولا تكون لهم في تلك الندوة أشباح، ولذلك اجتمعوا في شهر يناير عام ١٩١٩ فأنشأوا مجلساً وطنياً يدعى في اللغة الأيرلندية (الديل إيربين) ونشر ذلكم المجلس دعوة بالاستقلال ونادى بتأسيس الجمهورية الأيرلندية.

ثم قر بعد ذلك القرار على إرسال نائبين إلى باريس ي طلبان إلى مؤتمر الصلح سماع القضية الأيرلندية. ووقع الاختيار على الزعيم جون أوكلي رئيس ذلكم المجلس وكاتب من مشهوري الكتاب، وبطل من الأبطال جرج في تلك الموقعة التي مر بك بيانها. والثاني جورج دوفي النائب عن دبلن وهو رجل من كبار أهل القضاء. وانضم إليهما ثلاثة زعماء من قبل أيرلندي أمريكا وهم الذين قووا شوكة النهضة، وأيدوها بالحمية والنشاط، وهم فرانك والش وادوارد ون من حكام الولايات المتحدة الأسبقين ثم ميشيل ريان. على أن المؤتمر لم يستمع لهم. ولم يتقبلهم. ولم يرتض زيارتهم، بل لقد كان من كليمنصو أن رفض مقابلة مدام دوفي وهي السيدة التي أوفدت برسالة إليه من قبل نساء أيرلندة للدفاع عن حق وطنهن. ولكن الرئيس ويلسون رضي بلقاء الثلاثة النواب من أهل مملكته، ووقعت بينه وبينهم أحاديث، ودارت مناقشات، وبعد لأي تنازل مستر لويد جورج بالموافقة على مقابلتهم.

* * *

أبطال ذلك الحزب السياسي الكبير اليوم رهائن المحابس، يعيشون في الحواصل والسجون، ومنهم اللذين توسدوا الحفر، واضطجعوا في ظلمة القبور \، إذ رأت الحكومة المسيطرة أن ذلك الحزب مسؤول عما وقع في أيرلندة من المجازر وأنه من الأحزاب المشاغبة المرجفة بالفتن، الناشرة أعلام القلاقل، فعملت على مصادرته، والتنكيل بزعمائه.