للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[روح الإسلام]

لأكبر نصير للإسلام اليوم سيد أمير على النابغة الهندي العظيم

الفصل الثامن

مركز المرأة في الإسلام

في دوار معينة من التطور الاجتماعي لا يكون تعدد الزوجات أو ارتباط الرجل بعدة نساء إلا أمراً لا بد منه وحالاً لا مفر منها، ولقد كانت الحروب التي نسبت بين القبائل وما كان منها من إقلال عدد الرجال وكثرة عداد النساء، والسلطان المطلق الذي ينعم به زعماء القبائل وسادة العشائر والأفخاذ والبطون - كل أولئك كان السبب في إيجاد عادة تعدد الأزواج التي أصبحنا نعدها بحق في هذا العصر المتحضر نقيضة لا تحتمل واذاة وشر من شرور المجتمع.

وقد كان تعدد الزوجات في الأمم الشرقية جمعاء شريعة مقررة وسنة متبعة. وكان اعتياد الملوك إياها والأكاسرة وأهل بيت الملك - وكانوا إذ ذاك ينزلون من أممهم منازل الأبارب ويحملون علم الألوهية - باعثاً للناس على اتباعها. والجري على سنن ملوكهم من ناحيتها. فقد ذع تعدد الأزواج (من كلتا ناحيتيه أي إكثار الرجل من النساء وارتباط لنساء بعدد من الرجال) بين أهل الهند منذ زمن بعيد في التاريخ ولم يكن ثمت بين الآشوريين والميديين والبابليين أي حد لعدد النساء الزوجات التي يحوز للرجل الأعراس بهن. ولا يزال الرجل في البراهمة إلى يومنا هذا يستطيع أن يتزوج من النساء العدد الذي يحب ويختار. ولقد كان تعدد الزوجات؟؟؟؟؟ بين بني إسرائيل قبل عهد موسى وفي أيامه إذ أقر تلك السنة ولم يضع لعدد زوجات حداً ولا قيداً ولكن وضع ذلك القيد بعد ذلك في التلمود ونص على جواز الزواج بعدد من النساء على قدرة مكنة الرجل من إطعامهن والإنفاق عليهن ولئن كان زعماء اليهودية قد قالوا بتحريم الزواج بأكثر من أربع نسوة فقد خالفهم قوم في ذلك ولم يعترفوا بحد ولا شرط.

أما الفرس فإن دينهم أباح الإكثار من اتخاذ الزوجات، وقد انحط تعدد الزوجات بين الشعوب الفينيقية السورية - التي هزمها بنو إسرائيل وأبادوها - إلى درك ليس بينه وبين الحيوانية الشنعاء أي فارق أو خلاف. وكذلك فشت سنة تعدد الزوجات في أهل طراقية