للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

- روح حياتي - ومن ثم كان بلائي ومصيبتي وشقائي.

أجل. تلك محنتي ونكبتي - أن نبصق السخرية القاسية في وجه الحب المنكوب والحزن البائس.

وكنت كلما انغمست في لجة أفكاري شعرت بازدياد غضبي على أني لا ادري هل يصح لي أن أسميه غضباً إذا كنت في الحقيقة لم أعرف ماذا أسمى ذلك القلق الذي كان معتريني إذ ذاك. على أني موقن اني كنت أجد دافعاً جنونياً إلى الثأر والانتقام. ولكن كيف السبيل إلى الانتقام من أمرأة. وعلم الله أني ما كنت أضن بأغلى ثمن أبذله في استحضار السلاح الكفيل لي بإيلامها وإيجاعها. ولكن أي السلاح كفيل بذلك.

لقد كنت أعزل من كل سلاح حتى من مثل ذلك الذي حاربتني وطعنتني وبحده ادمت جراحي. وأعلت صباحي. وإني لمنغمس في عباب هذه الهواجس إذ لمحت خيالاً وراء ستارة باب الخزانة الزجاجي وكان ذلك شبح الفتاة قائمة تنتظر بحيث أودعتها وكنت قد نسيتها. فعند ذلك صحت مسروراً طرباً أنصت إلى ديزينيه لقد عشقت كما يعشق الأحمق والمجنون وجنيت على نفسي بحق كل هزء وسخرية ولكني سأريك اللحظة شيئاً يدلك على أني لست ذلك الأحمق الغبي الذي تخاله اني دفعت الباب الزجاجي بقدمي فاندفع وظهرت الفتاة جائمة بزاوية.

قلت لديزينيه هلم يا ديزينيه سل الفتاة هل حقاً بت ساهراً تحت نافذة أية امرأة؟ تقول إنك ذاهب الليلة إلى وليمة لتناول العشاء وغدا خارج الأرياف للنزهة. فاعلم اني مصاحبك الليلة وغدا. فالبثوا معي حتى المساء ولا تفارقوني وسآتيكم بكل ما تبتغون من آلات الشراب والميسر وغير ذلك ثم لا تذهبون.

لقد كنت أردت أن أجعل قلبي ضريحاً أدفن فيه رفات حبي ولكنني سأقبر حبي الميت ف ضريح آخر ولو آل بي إلى أن أحفر ذلك الضريح الآخر في قلبي. . . يا الله. . . . . يا الله.

وهنا قعدت ودخل ضيوفي الخزانة وأحسست إذ ذاك كيف ينجم شعور الفرح أحياناً من إحساس الغضب المخفف. والحنق المكفف. وإني لقائل لكل من يعجب لما حدث منذ تلك الساعة من الانقلاب الهائل العظيم في سيرتي وتاريخ حياتي. أنلك لست بصيراً بخفايا