للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرغب فيه إذا كان لا يورثني السعادة أو على الأقل إذا يقذني إلى طريقها ويهديني سبيلها والآن طباقاً لما قلت فإن بوارع الصفات التي جدت على بها ونوادر المواهب التي منحتني إياها يجوز أن يكونا. . . . لأدراك الؤدد وبناء العلى ولكن من الواضح الجلي أنهما لا يسوقان إلى السعادة بل على عكس ذلك يقضيان إلى الشقاء وفوق كل ذلك فإنه يبدو لي أن تلك الصفات لا لتنليني الفخر إلا بعد موتي وإذ مت وطواني القبر فأي مغنم أصيبه من ذلك وأي هزة فرح تعروني من وراء ما تقدمه لي الأرض من المزايا والفوائد. وفي الختام فأنت نفسك تعترفين أن ذلك الخيال الموهوم من الفخر الذي يشترى بهذا الثمن الغالي من الشقاء والبأساء قد لا يتاح لي نواله أبدا ولو بعد الموت، وكون كل هذه الأشياء بهذا الوضع ومما ومما تبيتنه من معاريض كلامك أرى تفسي مضطرة إلى أن أعتقد أنك لا تضمرين لي الحب والولاء كما زعمت في مفتتح خطابك بل أنك في الحقيقة تحنين ضلوعك على مقتي وكرهي وإن كرهك لأشد وأبلغ من الكره الذي قد تضمره لي البشر والحظ أثناء إقامتي في الأرض وذلك لأنك لم تتريثي في أن تقدمي إلي هذه الهدية المشؤومةرمثل هذا النبل في الأخلاق الذي إنما نظرت عند إهدائه إلى مصلحتك الخاصة والذي قد أثبت أنه هو نفسه الحاجز المنبع القائم بيني وبين أعظم رغبات نفسي - الرغبة في السعادة.

الطبيعة: يا طفلتي إن نفوس البشر مقدر عليها التعس والبؤس وذلك على الرغم من مني ولكني بين ذلك الشقاء الطامي الذي هو نصيب كل مخلوق ولا عاصم منه وبين كل المسرات الفانية الزائلة فإن المجد هو أشد ما يستهوي نفوسهم وهو أعظم الخيرات التي يمكن أن تغدق عليهم وأنه أحق شيء بمجهوداتهم ومساعيهم ولذلك قد حبوتك بكل الصفات التي في استطاعتي منحها لتجتني ثمار هذا المجد وتهتصري أغصان ذلك الفخر وليس ذلك لكرهي لك وإنما من رغبة طيبة صادقة صريحة غير مؤتشبة في منفعتك.

النفس: حدثيني هل بين مخلوقاتك العديدة الوضيعة واحدة أقل مني حيوية واستعداد وقابلية للشعور.

الطبيعة: هذا مؤكد وأن تلك السلسلة من الأحياء التي تبدأ بالنبات إلى ما فوقه لتوجد مخلوقات بقدر ما أقل من الإنسان إحساساً وحيوية فإني قد أفردت الإنسان بغزارة الحياة